إسرائيل تؤكد تصفية قائد وحدة نقل الأسلحة في فيلق القدس الإيراني

في خطوة اعتبرتها تل أبيب انتصارًا استخباراتيًا وعسكريًا، أعلنت إسرائيل أنها تمكنت من اغتيال “بهنام شهرياري”، قائد وحدة نقل الأسلحة بفيلق القدس الإيراني. شهدت العملية -التي نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات العسكرية- إصابة هدفها في أثناء تنقل شهرياري بسيارته غرب إيران. هذه الوحدة الإيرانية تُعرف بدورها المحوري في تسليح المجموعات الموالية لإيران في دول الشرق الأوسط، ما يجعل هذا التصعيد حدثًا فارقًا في خضم التوتر المتزايد بين الطرفين.

تصعيد بين إسرائيل وإيران: توتر يزداد تعقيدًا

لم يكن اغتيال شهرياري سوى حلقة جديدة في سلسلة التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران. العملية التي حملت اسم “الأسد الصاعد” كانت واحدة من أعنف الهجمات الإسرائيلية على إيران منذ سنوات. في المقابل، ردت طهران بشكل حاسم عبر إطلاق صواريخ تحت اسم “الوعد الصادق 3″، مستهدفة مواقع إستراتيجية داخل الأراضي الإسرائيلية. العمليات العسكرية بين الجانبين تسببت في دمار واسع النطاق وخسائر بشرية ضخمة، حيث أفادت وزارة الصحة الإيرانية بمقتل 430 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين منذ بدء التصعيد.

تستمر الهجمات الإيرانية عبر موجات صاروخية ومسيرات هجومية، حيث أكدت قوة الحرس الثوري الإيراني أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية لم تنجح في اعتراض “مسيرات شاهد 136”. وبينما تعكس هذه التطورات شراسة التوتر، فإن التوقعات تشير إلى أن التصعيد قد يمتد إلى ساحات أخرى في المنطقة.

ردود أفعال من المنطقة والعالم

في وسط هذه الأجواء المشحونة، كانت تصريحات المسؤولين في لبنان ملفتة للانتباه. رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، أكد خلال حفل “بيروت نبض الحياة” أن لبنان لن ينخرط في هذا النزاع المفتوح بين طهران وتل أبيب، مشددًا على أهمية المحافظة على الاستقرار الداخلي. “ما في حرب.. من يقدر اليوم على تحمل معاناة الحرب؟”، هكذا رد عون في معرض حديثه عن التخوفات من انجرار لبنان إلى هذه المواجهات.

بالمقابل، جاءت ردود “حزب الله” على الهجمات الإسرائيلية مغايرة للتوجه الرسمي اللبناني. نعيم قاسم، أمين عام الحزب، أصدر بيانات وصف فيها إسرائيل بـ”الغدة السرطانية”، مؤكدًا عدم حياد الحزب في الصراع الحاصل. إلا أن التصريحات المقابلة من وزير الدفاع الإسرائيلي حملت تحذيرات قاسية موجهة للحزب بعدم التدخل أو ارتكاب خطأ استراتيجي.

أما على المستوى الدولي، فقد أثارت هذه التطورات قلق العديد من القوى الكبرى. روسيا، من جانبها، انتقدت السكوت الغربي عن هذه الأزمة وتجاهل نتائجها الكارثية على أمن الشرق الأوسط، معتبرة أن التركيز الأوروبي على قضايا مثل أوكرانيا يُعطي الأولوية الخاطئة.

محور المواجهة: إسرائيل وإيران

إسرائيل تعتبر الدور الإيراني في دعم المجموعات المسلحة تهديدًا وجوديًا لها. من حزب الله في لبنان وحتى حماس في فلسطين والجماعات المسلحة في اليمن، يعتبر شهرياري وأمثاله من الشخصيات الرئيسية التي تسهل تهريب الأسلحة وتنظيم العمليات اللوجستية التي تغذي هذه المواجهات. الجيش الإسرائيلي أشار بوضوح إلى الاتهامات التي تلاحق شهرياري، واصفًا إياه بـ “العقل المدبر” للعديد من الهجمات التي استهدفت إسرائيل.

رغم نجاح العملية الأخيرة، إلا أنها تمثل جزءًا من لعبة معقدة بين الطرفين، حيث تراهن إيران على “الحرب بالوكالة” من خلال تقوية حلفائها في المنطقة، بينما تعتمد إسرائيل على عمليات دقيقة تضرب خطط إيران مباشرة. التصعيد الحالي لا يقتصر على ميدان القتال فقط، بل يشمل أيضًا مناورات دبلوماسية واستراتيجية بين القوى العالمية، حيث تأخذ كل من واشنطن وموسكو دورهما في المشهد.

الطرف نوع الهجوم الخسائر البشرية
إسرائيل غارات جوية وهجمات دقيقة لم تعلن حتى الآن
إيران صواريخ ومسيرات هجومية 430 قتيلًا و3500 مصابًا

أبرز ملامح المرحلة المقبلة

مع استمرار التوتر الحالي، يجب وضع عدة احتمالات حول تطورات هذه المواجهة. في ظل استمرار التصعيد، هناك نقاط رئيسية قد تصب في تعقيد الأمور:

  • إمكانية انخراط دول أخرى في الصراع مثل لبنان أو اليمن.
  • تعزيز التعاون بين إيران والفصائل المسلحة لتطوير التهديدات التقنية مثل الطائرات المسيرة.
  • تصعيد الضغط الغربي والدولي ضد الأطراف المعنية، ومحاولات إيجاد حلول سياسية.

يبقى السؤال الجوهري مطروحًا: إلى أي مدى يمكن أن يتحمل الشرق الأوسط توترًا بهذا الحجم؟