تحدي الطقس يضع مونديال الأندية والفيفا أمام اختبار قبل كأس العالم 2026

تتصاعد المخاوف شيئًا فشيئًا بشأن تأثير الأحوال الجوية الحادة على بطولة كأس العالم للأندية لعام 2025، حيث يبدو أن الطبيعة تفرض نفسها بقوة هذه المرة. الأحداث الأخيرة لم تُترك مجالًا للشك، فبين العواصف الرعدية المدمرة وموجة الحرارة المتوقعة التي تصل إلى أرقام قياسية، يبدو أن الجميع، من لاعبين إلى جماهير، يخوض مغامرة مناخية غير محسوبة.

بطولة كأس العالم للأندية 2025: تحديات الطقس تلقي بظلالها

بدأت الأزمات الجوية في البطولة تتفاقم، حيث تأجلت المباراة الرابعة بسبب عواصف رعدية عنيفة، وتأخر انطلاق الشوط الثاني في مواجهة بنفيكا وأوكلاند سيتي بأكثر من ساعتين بسبب الأمطار الغزيرة في أورلاندو. ولم تكن هذه الحالة الوحيدة، فمباراة ماميلودي صن داونز ضد أولسان شهدت هي الأخرى تأخيرًا لمدة ساعة كاملة، أما الشوط الثاني بين بالميراس والأهلي في نيوجيرسي، فقد جرى إيقافه 40 دقيقة، وكان الأمر أكثر حدة في سينسيناتي أثناء مباراة سالزبورج ضد باتشوكا، حيث استمرت فترات التوقف لنحو 90 دقيقة. هذا التعقيد ليس مجرد مصدر إزعاج، بل يشير إلى ضعف التخطيط والجاهزية لمواجهة الظواهر الجوية العنيفة.

الحرارة المفرطة تهدد اللاعبين والمشجعين

التحدي القادم يبدو أكثر إلحاحًا، حيث من المتوقع أن تضرب موجة حر شديدة الأسبوع المقبل تتسبب في حرارة مفرطة تصل إلى 41 درجة مئوية. في شارلوت، سيكون على لاعبي ريال مدريد وباتشوكا منافسة مؤشر حرارة يصل إلى 38 درجة مئوية، بينما تتجه الأنظار إلى مباراة بنفيكا ضد بايرن ميونخ في نفس المدينة بدرجة حرارة متوقعة تصل إلى 41 درجة مئوية. موجة الحر هذه تضرب خلال بطولة 2025 لكنها أيضًا بمثابة تحذير مبكر لما قد تواجهه بطولة كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

مجموعة “كرة القدم الخالية من الوقود الأحفوري” كانت لها وجهة نظر حادة حول هذا الموضوع، إذ انتقدت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتقاعسه عن وضع خطط جادة لتخفيف المخاطر المرتبطة بالطقس، خاصة مع وجود مباريات ستُقام في ملاعب بلا ظلال مثل المباراة المقررة بين أوكلاند سيتي وبوكا جونيورز. هذا بجانب الاستياء من قلة المياه المتاحة للجماهير في ظل درجات الحرارة المرتفعة.

كيف يستجيب الفيفا لهذه الأزمة؟

الفيفا أكد في تصريحات رسمية أن صحة وسلامة جميع المشاركين تأتي في المقام الأول، وشدد على أهمية التكيف مع الظروف الجوية القاسية. الخطوات التي أعلنها تضمنت فترات استراحة لتبريد اللاعبين في الدقيقتين 30 و75 عند الضرورة، كما أُعلن أن الجماهير يمكنها إحضار زجاجات مياه شفافة فارغة بسعة تصل إلى لتر واحد إلى الملاعب لمواجهة موجة الحر. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لا تبدو كافية في نظر العديد من الخبراء والمشجعين، خاصة مع تكرار شكاوى الجماهير من سوء التنظيم والطوابير الطويلة للحصول على المياه.

مقارنة بين أبرز المشكلات المناخية في البطولة

في مشهد يتجاوز التوقعات، تسلط البيانات التالية الضوء على أكثر الأحداث الجوية تطرفًا خلال البطولة:

تظهر المقارنة بوضوح أن الأحوال الجوية تتحدى قدرة المنظمين على السيطرة بشكل كامل على سير المباريات، إذ تكررت مشكلات التأخير وأثرت على تجربة الملاعب.

بين لاعبين يشتكون من أضرار الحرارة والمشجعين الغاضبين من سوء التنظيم، والأزمات المستمرة التي تضرب البرنامج المعلن مسبقًا للبطولة، باتت الحاجة إلى خطط أكثر تطورًا ومرونة أمرًا لا يمكن التغاضي عنه. كيف ستواجه اللجنة المنظمة هذا التحدي؟ وما الذي ستحمله الأيام القادمة من مفاجآت في ظل التقلبات الجوية؟ علامات الاستفهام تتزايد في انتظار الإجابات.