تصريح مثير للرئيس اللبناني حول احتمال دخول لبنان الحرب مع إسرائيل

شهدت تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون اهتمامًا واسعًا، خاصة بعد موقفه الواضح بشأن إمكانية انخراط لبنان في حرب ضد إسرائيل. فعندما سئل عن هذا الاحتمال، أكد عون أنه لا مجال للحديث عن الحرب، قائلاً بكل وضوح: “ما في حرب، من يستطيع اليوم أن يتحمل كلفة الحرب”. جاء هذا التصريح خلال احتفالية حملت عنوان “بيروت نبض الحياة”، أقيمت في قلب العاصمة اللبنانية، حيث ركز الرئيس على إعادة النهوض بالبلاد وأهمية بيروت كرمز للحياة والحضارة.

الرئيس اللبناني يرفض فكرة الحرب ضد إسرائيل

وسط أجواء متوترة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أكد الرئيس اللبناني موقفه بأن بلاده لن تدخل في أية مواجهة مع إسرائيل، خاصة في ظل الصراع القائم بين إيران وإسرائيل. تحدث جوزيف عون بشفافية قائلًا إن أعباء الحرب أكبر من أن يتحملها لبنان، الذي يمر بمرحلة يسعى فيها إلى التعافي والإعمار بعد سنوات من الأزمات المتراكمة. هذه التصريحات جاءت لتؤكد على رؤية قيادة البلاد في التركيز على السلام ودفع الجهود التنموية.

لكن هذا الموقف لم يمنع من استمرار التكهنات، خاصة مع تصاعد تصريحات متبادلة بين الأطراف الإقليمية. فقد أثارت تصريحات أمين عام حزب الله نعيم قاسم جدلاً واسعًا حين عبر عن تموضع الحزب بجانب إيران ضد إسرائيل، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى توجيه تحذيرات حادة تجاه حزب الله.

تصاعد التوتر الإقليمي وأثره على لبنان

في ظل الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، تتزايد المخاوف من احتمالية انزلاق المنطقة إلى حرب أكبر. ومع التوترات المتصاعدة، كانت كلمات مبعوث الولايات المتحدة مارس باراك تنذر بعواقب وخيمة في حال قرر حزب الله الانخراط بشكل مباشر في هذا النزاع، معتبرًا أن تحرك الحزب قد يجر لبنان إلى دوامة لا يريدها مواطنوه. هذه التحذيرات جاءت وسط استمرار الحرس الثوري الإيراني قصفه الصاروخي على أهداف إسرائيلية وتصريحاته حول فشل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي لمسيراته.

لكن لبنان، الذي يعاني العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية، يبدو أنه يسعى لتجنب التورط في هذا المشهد المعقد. وبرغم أن تصريحات حزب الله لا تعكس موقف الحكومة الرسمي، إلا أنها تحمل احتمالًا لتداعيات تصعيدية قد تمس الداخل اللبناني بشكل مباشر.

موقف دولي متباين بشأن التصعيد

التوترات في الشرق الأوسط لم تمر دون أن تتداخل فيها حسابات الدول الكبرى. روسيا، على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، اعتبرت أن الغرب ينشغل بملف أوكرانيا بدلاً من التحرك لاحتواء الأمور في الشرق الأوسط. التصريحات الروسية تشير إلى نظرة انتقادية تجاه عواصم الغرب مثل باريس وبرلين التي لم تتخذ خطوات واضحة لتهدئة النزاع بين إيران وإسرائيل، معتبرة أن الهدف الأساسي هو استمرار النزاعات الإقليمية لتحقيق أهداف سياسية أوسع.

وفي إطار هذا التحليل للموقف الدولي، نجد أن التصعيد الإقليمي قد يأخذ أبعادًا أوسع. يمكن تلخيص ذلك في جملة رئيسية: التركيز على مناطق الصراع الكبرى، بينما تُترك الملفات الأخرى لمزيد من التعقيد دون جدية في احتواء الموقف.

تداعيات الحرب: حسابات الكلفة والمستقبل

في عالم السياسة، القرارات لا تُتخذ بعشوائية، وكل طرف يزن خياراته بعناية قبل أن يُقدم على خطوة قد تغير مسار الأحداث. تصريحات الرئيس عون جاءت لتعبر بدقة عن هذه النقطة، إذ من الطبيعي التساؤل، ما الذي يمكن اكتسابه أو خسارته من مثل هذا الصراع؟

  • تكاليف الحرب: لبنان يواجه أزمة اقتصادية خانقة، والحرب قد تضاعف من الأوضاع سوءاً.
  • الوحدة الوطنية: دخول لبنان في حرب خارجية قد يزيد من الانقسامات الداخلية.
  • استراتيجيات الإعمار: هناك تركيز على تحقيق نهضة اقتصادية وبناء لبنان جديد بعيداً عن الصراعات.

إضافة لذلك، فإن سياسات الأطراف الخارجية، سواء إسرائيل، إيران أو حتى الدول الكبرى، تجعل من قدرة لبنان على التحكم بمصيره سواء في حالة السلم أو الحرب خيارًا محفوفًا بالتحديات.

العامل التأثير المتوقع
الوضع الاقتصادي اللبناني يزداد سوءًا بسبب أي تصعيد عسكري
الاستقرار السياسي الداخلي قد يتأثر بشدة بسبب مواقف الأطراف المختلفة
العلاقات الدولية قد تزداد الضغوط على لبنان من القوى الخارجية

بهذه الصورة، يبدو جليًا أن لبنان يعيش اختبارًا دقيقًا بين خيارات البقاء على الحياد أو الغوص في مستنقعات لا يستطيع تحملها، وسط أمل دائم أن تبقى بيروت نبضًا للحياة وليس للحروب.