هل سينجح ترامب في تحقيق وعده بهاتف Trump T1 وخدمة الموبايل؟

رغم الضجة الكبيرة التي أحدثها إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن هاتفه الذكي الجديد “Trump T1” وخدمتة المحمولة “Trump Mobile”، يبدو أن مشروعه يواجه سحابة من الشكوك والتحديات التي قد تعرقل نجاحه المتوقع، فبين المواصفات المعلنة والجدول الزمني للإطلاق، تدور تساؤلات حول قابلية تحقيق هذا الطموح في ظل المنافسة الشديدة في السوق.

مواصفات “Trump T1” والفكرة وراءه

الهاتف المعلن عنه يأتي بمواصفات مغرية على الورق، حيث يتميز بشاشة بحجم 6.8 بوصة، ذاكرة وصول عشوائي مذهلة بسعة 12 جيجابايت، وسعة تخزين داخلية تبلغ 256 جيجابايت، بالإضافة إلى منفذ سماعات الرأس ودعم بطاقات microSD، ومن المثير للاهتمام أن سعر الجهاز سيكون 499 دولارًا، ومن المفترض أن يتم جمع مكوناته داخل الولايات المتحدة في ولايات مثل ألاباما وكاليفورنيا وفلوريدا.

ورغم هذه المواصفات والسياسة التسويقية التي تتباهى بـ”إعادة التصنيع إلى الداخل الأميركي”، ينظر الخبراء إلى المشروع بعين من الشك، فالولايات المتحدة لا تمتلك اليوم سلسلة التوريد المتكاملة لتصنيع هاتف ذكي بالكامل محليًا، حيث يعتمد إنتاج هذا النوع من الأجهزة على شاشات وأشباه موصلات ومعدات دقيقة تأتي غالبًا من دول مثل الصين وكوريا الجنوبية وتايوان.

تشابه مريب مع هواتف صينية

أثار إعلان مواصفات هاتف “Trump T1” جدلًا واسعًا بسبب التشابه الملحوظ بينه وبين هاتف صيني رخيص التكلفة يُعرف باسم “REVVL 7 Pro”، والذي يُباع بأقل من 180 دولارًا، ويُعتقد أن هاتف ترامب قد جرى تصنيعه عبر شركات تصميم وتصنيع أصلية (ODM)، ما يعني أن الهواتف تأتي جاهزة تقريبًا من الموردين الأجانب ثم يتم إعادة تسميتها.

هذه النقطة تضع المصداقية على المحك، فتسويق جهاز صيني بعلامة “صنع في أميركا” يتناقض مع رسائل ترامب السياسية التي تتغنى بالسيادة الاقتصادية وتعادي النفوذ الصيني، وهو ما دفع البعض إلى وصف المشروع بأنه مجرد “مهزلة سياسية”، خاصة إذا لم يتم إثبات الادعاءات المتعلقة بالتصنيع المحلي بشكل حقيقي.

Trump Mobile: التحدي الثاني

على الجانب الآخر، يبدو أن خدمة المحمول “Trump Mobile” تهدف إلى دخول سوق الاتصالات بمفهوم جديد ولكن بتحديات لا تقل خطورة، حيث ستُطرح الاشتراكات الشهرية بسعر 47.45 دولارًا، وهو رقم يتجاوز أسعار بعض المنافسين مثل Boost Mobile التي تقدم خدماتها بـ25 دولارًا فقط، وأيضًا Visible by Verizon بسعر يبدأ عند 20 دولارًا شهريًا.

وفق الخبير روجر إنتنر، يمكن للخدمة أن تحقق التعادل المالي إذا حصلت على ما بين 200,000 إلى 300,000 مشترك، شرط تبني نموذج عمل اقتصادي يعتمد على تقليل المصاريف مثل الاعتماد على مبيعات الإنترنت عوضًا عن فتح متاجر فعلية، ورغم تميز هذا الأسلوب بالكفاءة وثقله التكاليف، فإن المنافسة في هذا القطاع شرسة ولا تمنح الوافدين الجدد وقتًا للتجربة أو الخطأ.

• الأسعار: Trump Mobile بسعر 47.45 دولارًا، بينما خدمات مثل Boost Mobile وVisible تطرح خططًا أقل تكلفة بكثير.
• نموذج العمل: الاتكال على المبيعات الإلكترونية فقط مع تقليص التكاليف التشغيلية.
• الهدف: الاعتماد على الجمهور الموالي لترامب لخلق قاعدة مستدامة من العملاء.

أرقام مقارنة لخدمات الاتصالات

حتى الآن، يستند نجاح هذه الخدمات إلى قدرتها على اقتطاع حصة من السوق، لكن الاعتماد على علامة سياسية قد لا يكون استراتيجية مضمونة، خاصة عندما تُواجه بها شركات لها تاريخ وسمعة طويلة في تقديم خدمات ممتازة بأسعار منافسة.

التحديات التي تواجه المشاريع التقنية لترامب ليست بالهينة، سواء على مستوى التصنيع المحلي للهواتف الذكية أو في قدرة “Trump Mobile” على تقديم قيمة حقيقية وسط مشهد مزدحم ومنافسة قوية، وبينما لا يزال الأمر مبكرًا للحكم بشكل قاطع، فإن نجاح هذه المحاولات قد يعتمد على الكيفية التي يتم بها التعامل مع الانتقادات والمخاوف، وقد تُثبت الأيام أن الشعبية السياسية وحدها لا تضمن النجاح التجاري في عالم التكنولوجيا المتغير.