كيف تأثرت أسعار الذهب بقرار ترامب حول الحرب الإسرائيلية الإيرانية

شهدت أسعار الذهب العالمية، مؤخرًا، تقلبات حادة أثارت قلق الأسواق المالية والمستثمرين. يتزامن هذا مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قرارات تؤثر في الصراع الإسرائيلي الإيراني، مما ولّد أجواء مشحونة ألقت بظلالها على سوق الذهب وسوق العملات. إذا كنت تتابع أسعار الذهب، فإن التطورات الأخيرة بدأت بإحداث تغييرات ملحوظة على المستويات العالمية والمحلية بطريقة لافتة.

تراجع أسعار الذهب عالميًا

عالمياً، هبطت أسعار الأونصة إلى أدنى مستوياتها خلال أسبوع، لتصل إلى 3340 دولارًا، بعد أن افتتح التداول عند نحو 3369 دولارًا. هذه الانخفاضات جاءت وسط ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي أثر بشكل عكسي على جاذبية المعدن الأصفر. وترافق ذلك مع تقلص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية من قِبل الفيدرالي، مما عزز شهية المستثمرين للتوجه نحو أصول ذات عوائد أعلى مثل الأسهم.

دفع الصراع الجيوسياسي في الشرق الأوسط المتداولين إلى التريث في اتخاذ قرارات استثمارية مؤثرة سواء بالشراء أو البيع. ومع حديث البيت الأبيض عن احتمالية تدخل أمريكي في النزاع بين إيران وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، ارتفعت مشاعر المخاطرة لدى المستثمرين. في ظل هذه الأجواء، بدا أن هناك توترًا مستمرًا ولكن ترافق مع مطالب أمريكية بدفع إيران إلى مفاوضات مباشرة، مما قلل من التوقعات بشأن تصعيد وشيك للقتال.

سبب انخفاض أسعار الذهب محليًا

وعلى المستوى المحلي في مصر، انخفضت أسعار الذهب بدرجة ملموسة لكنها خالفت بعض التوجهات العالمية بفضل عوامل ترتبط بأسعار العملات. شهد ذهب عيار 21، على سبيل المثال، تداولًا عند 4785 جنيهًا للجرام مقارنة بتراجع طفيف في اليوم السابق. بالرغم من الانخفاض التدريجي، لا يزال الذهب المحلي يحصل على دعم واضح من ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، وهو ما يمنع حدوث انهيار كبير في الأسعار.

يُلاحظ ضعف الزخم الاستثماري في السوق المصري مؤخرًا، حيث تتأرجح تحركات الذهب في نطاق محدود حول حاجز 4800 جنيه منذ بضعة أيام. هذا التباطؤ في التحرك يعكس توازنًا مؤقتًا بين ارتفاع الأسعار العالمية وتغيرات سعر الصرف محليًا، ما يجعل كثيرًا من المتداولين يتبنون مواقف حذرة حتى تتضح الصورة بشكل أفضل.

ما هي العوامل المؤثرة على أسعار الذهب؟

تلعب عوامل متعددة دورًا رئيسيًا في رسم مسار أسعار الذهب سواء عالميًا أو محليًا. أبرز هذه العوامل تشمل:

  • ارتفاع الدولار الأمريكي: العلاقة العكسية بين الذهب والدولار تجعل ارتفاع الأخير يشكل عبئًا على المعدن الأصفر.
  • الأحداث الجيوسياسية: تصاعد الأحداث في مناطق النزاع مثل الشرق الأوسط يزيد من التقلبات، لكن له تأثير مزدوج بين دعم الذهب كملاذ آمن أو دفع المستثمرين نحو أصول أخرى.
  • سياسة الفيدرالي الأمريكي: قرارات أسعار الفائدة والإشارات الاقتصادية الصادرة عن البنك المركزي تؤثر في ثقة المستثمرين وتوجهاتهم تجاه الأصول المختلفة.
  • حركة أسواق العملات: ارتفاع الدولار مقابل الجنيه المصري دعم أسعار الذهب المحلي، في وقت تُظهر فيه الأسعار العالمية ضغوطًا سلبية.

مقارنة بين الذهب العالمي والمحلي

بإلقاء نظرة على الفارق بين تطورات الأسعار العالمية والمحلية يمكننا رؤية الفروق التالية:

المؤشر السعر العالمي السعر المحلي
الافتتاح اليومي 3369 دولارًا للأونصة 4780 جنيهًا لعيار 21
الانخفاض الحالي 3340 دولارًا للأونصة 4785 جنيهًا لعيار 21
العوامل المؤثرة ارتفاع الدولار عالميًا ارتفاع سعر صرف الدولار محليًا

ترسم هذه المعطيات ملامح الوضع الحالي، حيث يبدو أن السوق المحلي في مصر يحتفظ باستقرار نسبي رغم الاضطرابات العالمية، مستفيدًا من تأثير العملة المحلية التي تمنح الذهب دعمًا ملحوظًا، ولو مؤقتًا.

بالتأكيد، الأسواق لا تزال تترقب. القرارات التي سيتم اتخاذها قريبًا، سواء من السياسيين أو البنوك المركزية، بإمكانها أن تدفع الأسعار في أحد الاتجاهين بشكل كبير.