كيف يواجه الأهلي بالميراس وهل يستطيع النسر التحليق بجناح واحد

كأنها لعنة تقف بينه وبين النصر، هكذا يبدو الحال مع المدرب خوسيه ريبيرو في أولى خطواته مع النادي الأهلي، حيث وعد بتقديم كرة هجومية مختلفة تعيد للأذهان أسلوبًا مميزًا يبتعد عن الخطط التقليدية، ولكنه وجد نفسه في مواجهة مشاكل تكتيكية بالغة الصعوبة خلال المواجهة مع بالميراس البرازيلي، مباراة كانت كاشفة جدًا للأخطاء التي ربما تحتاج إلى جهد كبير لإصلاحها.

الأهلي وبالميراس.. التحدي الكبير أمام ريبيرو

دخل الأهلي اللقاء وهو يحمل طموحات كبيرة، خاصة بعد الأداء المميز الذي قدمه في مباراته الأولى بدور المجموعات، ولكن عندما واجه بالميراس، ظهر الفارق واضحًا بين الفريقين، ليس فقط في السرعة والقوة البدنية، ولكن أيضًا في الرؤية الفنية داخل الملعب. الفريق البرازيلي كان قد أظهر إمكانياته في مواجهته السابقة ضد بورتو البرتغالي، حيث برز أسلوب يمزج بين الكرة السريعة للمسات السامبا والصلابة الأوروبية.

رغم معرفته بأسلوب لعب بالميراس، فضل ريبيرو الالتزام بخطته التقليدية دون تغييرات تُذكر، حيث اعتمد على نفس الرسم التكتيكي الذي نجح به في مباراة إنتر ميامي، ولكن في مواجهة فريق مثل بالميراس، كان الأمر يتطلب مرونة أكبر وقراءة أدق لسير المباراة. ارتكبت أخطاء واضحة في اختيار اللاعبين، مثل عدم إشراك آليو ديانج وأشرف بن شرقي منذ البداية، رغم جاهزيتهما لتقديم الإضافة المطلوبة.

هل أخطأ ريبيرو في قراءة بالميراس؟

ربما يكون السؤال المطروح الآن: هل افتقد ريبيرو المرونة الكافية في خططه؟ الإجابة يمكن ملاحظتها بالنظر إلى أرقام وإحصائيات المباراة. بالميراس لم يعتمد على الاستحواذ، مما يشير إلى خطة ذكية لاستغلال اندفاع الأهلي، حيث بلغت نسبة استحواذ الفريق المصري 65%، لكن هذا الاستحواذ لم يتحول إلى خطورة فعلية على مرمى الخصم. بالمقابل، اعتمد الفريق البرازيلي على المرتدات الذكية والتنظيم الدفاعي، ما جعله يخرج منتصرًا في الشوط الثاني.

ما كان يُفترض أن يقوم به ريبيرو هو التكيف مع طبيعة خصمه وترتيب أوراقه بطريقة تعطل أسلوبهم المعروف بالهجمات المرتدة. ولكن بدلاً من ذلك، سقط الفريق في نفس الفخ مرتين، خصوصًا مع غياب الحيلة الهجومية وعدم استغلال أجنحته بالشكل المطلوب.

أرقام لا تُكذِّب.. كيف تفوق بالميراس؟

التفاصيل في الأرقام تظهر بوضوح كيف استطاع بالميراس التفوق على الأهلي، رغم سيطرة الأخير في كثير من الأوقات:

المؤشر الأهلي بالميراس
التسديدات 4 7
الركنيات 3 4
الاستحواذ 65% 35%

هذه الإحصاءات تعكس بوضوح الفرق بين الفاعلية الهجومية لكلا الفريقين. الأهلي احتفظ بالكرة لفترات طويلة ولكن دون تهديد خطير على المرمى، في حين كان بالميراس أكثر حسماً وتركيزاً في إنهاء الهجمات.

  • رفض ريبيرو تغيير طريقته أو حتى المغامرة من أجل تجنب السقوط.
  • المدرب البرتغالي فيريرا أدار اللقاء بذكاء وحافظ على لاعبيه حتى لحظة الحسم.
  • الأهلي احتاج المزيد من العمق الهجومي واستغلال الأطراف بصورة أفضل.

الهزيمة ليست دائمًا كاشفة لمدى قوة الفريق، بل قد تفتح الباب لفرصة إعادة ترتيب الأوراق بشكل أفضل. ربما تكون هذه الخسارة بمثابة جرس إنذار للاعبي الأهلي وريبيرو، لتفادي تكرار نفس الأخطاء والبحث عن حلول مبتكرة يمكنها أن تُعيد الفريق إلى المستوى الذي تنتظره الجماهير.