تحذير هل تصل بيتكوين إلى 100 ألف دولار إشارات مقلقة تهز الأسواق

هل يمكن للبيتكوين الانزلاق إلى مستوى 100 ألف دولار؟ سؤال يثير الجدل بين مراقبين ومحللين بعد سلسلة من التطورات الغامضة والمقلقة في سوق العملات الرقمية، ومع وجود مؤشرات واضحة على تصاعد المخاطرة والضغط على السوق، يبدو المستقبل مفتوحًا على احتمالات عديدة، فهل هذه التحذيرات مبررة أم أنها مجرد تقلبات طبيعية؟

زيادة الإقبال على التحوط: عقود البيع في صدارة «ديربيت»

في تطور يعكس ارتفاع مستوى الحذر بين المتداولين، شهدت منصة المشتقات الرقمية “ديربيت” (Deribit) زيادة ملحوظة في حجم عقود البيع مقارنة بعقود الشراء، لتصل النسبة إلى 2.17 خلال 24 ساعة فقط، ويُعرف استخدام عقود البيع كأداة للتحوط ضد الهبوط المحتمل، ما يعكس قلقًا متزايدًا بشأن السوق قد يكون مبنيًا على توقعات لتراجع كبير في أسعار البيتكوين.

الجدير بالذكر أن عقود الخيارات التي تستحق في 20 يونيو أظهرت تركيزًا واضحًا عند مستوى 100 ألف دولار، مما يشير إلى أن العديد من المستثمرين يرون هذا المستوى كحد أدنى أو سقف محتمل للهبوط، وهو ما يخلق ضغطًا نفسيًا على المتداولين الآخرين ويضع السوق في حالة ترقب.

انعكاسات ما بعد الذروة التاريخية

خلال مايو الماضي، وصلت البيتكوين إلى ذروتها عند 111,980 دولارًا، في ظل موجة تفاؤلية أطلق شرارتها فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، ومع تصريحات داعمة للعملات الرقمية، انتعشت آمال السوق، لكن هذا الارتفاع لم يدم طويلًا، حيث تراجعت الأسعار بشكل أفقي إلى 104,377 دولارًا، بحسب آخر البيانات المتاحة.

التذبذب الحالي يعكس أوضاعًا غير مستقرة، حيث يواجه المتداولون صعوبة في العودة إلى مسار تصاعدي واضح، وهو ما يفتح تساؤلات حول قدرة السوق على المحافظة على مستويات دعم قوية وسط هذا الركود الواضح. ربما تكمن المشكلة في كون هذا التراجع لا يحمل أي إشارات تعافٍ ملموس حتى الآن.

مزيج من الضغوط الاقتصادية وصدمات السوق

المشهد الاقتصادي لا يخدم البيتكوين حاليًا، حيث تتداخل عوامل فنية مع بيئة اقتصادية مضغوطة عالميًا، ما يضيف المزيد من الغموض للسوق:

• سياسة الاحتياطي الفيدرالي: قرارات البنك المركزي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مصحوبة بتوقعات أكثر تحفظًا للنمو الاقتصادي وسوق العمل، تؤثر على معنويات السوق.
• التوتر في منطقة الشرق الأوسط: تصاعد النزاعات في المنطقة يرفع تكلفة الطاقة، مما يولد موجات تضخم تؤثر بشكل غير مباشر على شهية المستثمرين نحو المخاطرة.
• السياسات الاقتصادية المرتقبة من ترامب: التهديد بزيادة الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى سلسلة من الصدمات الاقتصادية، التي تقلل من الثقة وتزيد من ضغوط السوق.

هذا الوضع يجعل التحركات المستقبلية أكثر حذرًا، حيث يجد المستثمرون صعوبة في اتخاذ قرارات واضحة في ظل تزايد العوامل المتداخلة.

بيانات وآراء تنبؤية تضيف إلى الترقب

بحسب تحليل صادر عن منصة Investing Pro بالتعاون مع WarrenAI، يبدو أن البيتكوين يواجه تحديات قصيرة ومتوسطة المدى، تعتمد على سياسات الاحتياطي الفيدرالي وتوجهات السوق الرأسمالي، فالضغوط المتزايدة على الدولار الأمريكي قد تضيف المزيد من القلق للمستثمرين، حيث يتوقع المحللون إمكانية الاندفاع نحو مستويات 100 ألف دولار إذا استمرت المؤشرات السلبية.

ويضيف خافيير رودريجيز ألاركون، المسؤول الاستثماري في شركة XBTO، أن أي تشديد إضافي من قِبل الفيدرالي الأمريكي سيزيد من قوة الدولار، مما يخلق ضغوطًا مضاعفة على بيتكوين، ويرفع احتمالية اختبار حاجز نفسي جديد عند 100 ألف دولار، وهذه الإشارة تحمل انعكاسات واضحة على توازن السوق.

وسط هذا الخليط من المؤشرات والتحذيرات، يبدو أن اللاعبين في سوق البيتكوين بحاجة إلى مراقبة دقيقة لتوجهات الأسواق العالمية والسياسات النقدية، فهذا المستوى الجديد ليس مجرد امتحان مالي للسوق، بل قد يكون لحظة فاصلة تحدد مستقبل البيتكوين وتحركاتها في المدى القريب.