تحذير عاجل بريطانيا تواجه أكثر من 500 حريق غابات غير مسبوق

شهدت بريطانيا تصاعدًا مقلقًا في حرائق الغابات هذا العام، حيث تم تسجيل أكثر من 500 حريق منذ بداية العام الجاري، تغطي إنجلترا وويلز، وذلك مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة والجفاف. ازدياد هذه الحوادث يشكل خطرًا لا يهدد البيئة فقط، بل يمتد أيضًا إلى المناطق والممتلكات المجاورة، ما يدعو إلى ضرورة اتخاذ الحيطة.

تحذيرات عاجلة من تزايد حرائق الغابات في بريطانيا

بحسب المجلس الوطني لقادة الإطفاء في بريطانيا، فإن عدد حرائق الغابات في إنجلترا وويلز قد بلغ 564 حريقًا حتى الآن هذا العام، وهذا يمثل قفزة ملحوظة بنسبة تصل إلى 717% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، فضلًا عن أنه أكثر من ضعف ما تم رصده في عام 2022. يظهر هذا الارتفاع ارتباطًا وثيقًا بتغير المناخ وتأثيره المتزايد على النمط الجوي، خاصة مع تسجيل درجات حرارة قياسية تخطت حاجز 32.2 درجة مئوية في يوم واحد.

وحذر المجلس من أن استمرار الظروف الجوية الحالية ينذر بتكرار حرائق الغابات، مشددًا على أهمية دور الجمهور في تقليل المخاطر. بما أن الكثير من هذه الحرائق تُحدث في مناطق قريبة من البيوت والمحلات التجارية، فإن الأمر يتطلب وعيًا أكبر من الجميع لتجنب تفاقم الوضع.

كيف يمكن للجمهور المساعدة في الحد من الحرائق؟

يتطلب تقليل حوادث حرائق الغابات مشاركة المجتمع، خاصة عند قضاء الوقت في الأماكن المفتوحة. إليك بعض النصائح التي يجب اتباعها:

• تجنب إشعال النيران أو استخدام الشوايات المحمولة في المناطق الريفية أو القريبة من الغابات.
• التخلص من النفايات القابلة للاشتعال بطريقة آمنة مثل أعقاب السجائر وزجاجات المياه.
• الإبلاغ الفوري عن أي دخان أو حريق يتم رصده في الأماكن المفتوحة.
• الالتزام بالإرشادات المحلية المتعلقة بالأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح المجلس الوطني لقادة الإطفاء بعدم ترك أي مواد قابلة للاشتعال بالقرب من المساحات الخضراء، سواء كانت بسبب الإهمال أو السلوك غير المسؤول. المحافظة على السلامة تبدأ بخطوات صغيرة لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا.

الآثار المناخية ومستقبل حرائق الغابات في بريطانيا

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، تواجه بريطانيا تحديًا كبيرًا يتمثل في زيادة حرائق الغابات وتأثيراتها الواسعة. المناطق التي تعيش على أطراف الريف باتت أكثر عرضة لهذه الكوارث نظرًا لتلاصقها مع الغابات والمساحات الطبيعية.

وقد انعكس هذا التحدي خلال موجات الحرارة الأخيرة التي لم تشهدها البلاد بهذا الشكل من قبل. الجدول التالي يعكس الزيادة في أعداد الحرائق المسجلة خلال السنوات الأخيرة:

هذه الأرقام تدفع باتجاه الاهتمام بالتخطيط الحضري المستدام واتخاذ تدابير جدية لمنع تحويل المناطق الريفية إلى مصادر خطر دائم، كما أن التعاون بين السلطات والمواطنين يمكن أن يصبح حاجزًا أمام هذه التهديدات المتزايدة.

التوتر بشأن الطبيعة والمساحات المحمية لم يعد قضية تختص بالجهات الرسمية فقط، بل صار مسؤولية جماعية تستوجب تغييرات في السلوكيات وتعزيز لحماية البيئة بكل الطرق الممكنة. معرفة الأسباب وكيفية منعها هو الخطوة الأولى نحو التعايش الآمن مع التغيرات المناخية المتسارعة التي ليس لها حلول مؤقتة بل تحتاج إلى استراتيجيات بعيدة المدى.