حصريًا مقتل شخص وإصابة 14 آخرين في هجوم روسي ليلي على أوديسا

في ساعات الليل الهادئة، تشهد مدينة أوديسا الأوكرانية المطلة على البحر الأسود هجومًا جديدًا بطائرات مسيرة روسية، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 14 آخرين، وفقًا لما أعلنته السلطات المحلية. هذا الاعتداء لم يكن مجرد حدث عابر، بل أوقع أضرارًا كبيرة في بنية المدينة، حيث طالت الأضرار المباني السكنية، مؤسسة تعليمية، خطوط أنابيب الغاز وحتى السكك الحديدية، وترك هذا الهجوم أثرًا كبيرًا في واحدة من أكبر المدن الأوكرانية المطلة على البحر الأسود.

أوديسا: مدينة تحت الهجوم الروسي المتكرر

تعتبر أوديسا واحدة من أهم المدن الأوكرانية ليس فقط لجمالها التاريخي وشواطئها الخلابة، بل لأنها تعد ميناءً رئيسيًا ومركزًا هامًا للصادرات والواردات الأوكرانية. منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية، تحولت أوديسا إلى ساحة تستهدفها الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية بشكل متكرر، مما يجعل الحياة اليومية بالنسبة لسكانها مليئة بالتحديات والمخاطر. الحاكم المحلي أوليه كيبر أشار عبر تطبيق تيليغرام أن الهجوم الأخير لم يستثنِ الأماكن المدنية، حيث دُمرت الأبنية السكنية والسيارات وحتى مؤسسة تعليمية.

الهجمات الليلة أثرت أيضًا على خط أنابيب الغاز مما أدى إلى اندلاع حرائق خطيرة، وقد شاركت خدمات الطوارئ في السيطرة على الموقف الذي شهد 10 غارات على الأقل بطائرات مسيرة، استهدفت العديد من المباني والمناطق السكنية وسببت دمارًا هائلًا.

كيف تصدت الدفاعات الأوكرانية للطائرات المسيرة؟

الدفاعات الجوية الأوكرانية تواجه معضلة كبيرة، حيث أطلقت روسيا في إحدى الليالي الأخيرة 86 طائرة مسيرة لاستهداف المدن المختلفة، ولكن الأرقام تظهر أن الجيش الأوكراني أسقط حوالي 34 منها باستخدام أنظمة الدفاع الجوي. مع ذلك، فإن هناك 36 طائرة مسيرة ظل أثرها مجهولًا، الأمر الذي قد يعود لاستخدام الجيش الروسي لتقنيات حديثة مثل الحرب الإلكترونية أو طائرات محاكية غير مسلحة.

الجيش الأوكراني أشار إلى إصابة ثمانية مواقع خلال الهجوم، والذي طال، إلى جانب الأضرار السكنية، محطة السكك الحديدية في أوديسا. وقد أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية أن الهجوم أدى إلى تضرر القضبان وأسلاك الكهرباء مما أثر على حركة القطارات وحياة العاملين.

أضرار أخرى في مدن أوكرانية وموسكو تحت الاستهداف

لم يكن حجم الدمار حكرًا على أوديسا، فمدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا شهدت هي الأخرى هجومًا بالطائرات المسيرة الروسية، حيث تعرضت مجموعة من المنازل الخاصة ومتعددة الطوابق للضرر، مما أضاف المزيد من الضغط على السكان الذين يعيشون في هذه المناطق. ومع تكرار مثل هذه الهجمات، تبدو الحياة في بعض المدن الأوكرانية معقدة جدًا ومليئة بالمخاطر اليومية.

وفي المقابل، لم تسلم روسيا أيضًا من استخدام الطائرات المسيرة. رئيس بلدية موسكو، سيرجي سوبيانين، أعلن أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين كانتا في طريقهما إلى العاصمة، ما يكشف عن تصاعد التوترات وقدرة الطرفين على استخدام الطائرات بدون طيار كأداة حربية أساسية.

مقارنة بين أضرار المدن الأوكرانية وموسكو

الهجمات على المدن الأوكرانية تترك آثارًا نفسية ومادية مدمرة على السكان الذين يحاولون التكيف مع الظروف الصعبة، فيما تعاني روسيا من محاولات هجوم بالطائرات المسيرة على عاصمتها. استمرار هذه المواجهات يزيد من تعقيد الأزمة وعمق آثارها الإنسانية والاقتصادية، ودون أفق واضح لحل قريب، سيكون على جميع الأطراف مواجهة تحديات غير مسبوقة.