هل تسبب الطقس في وضع مونديال 2026 أمام تحديات خطيرة

مع انطلاق كأس العالم للأندية 2025، بدأت الأنظار تتوجه إلى واحدة من أبرز القضايا التي تثير قلق الجميع، وهي تأثير الأجواء الحارة على صحة اللاعبين وأداءهم. تجمعات رياضية كبيرة كهذه تُقام في حرارة الصيف تضع الاتحاد الدولي والمشجعين أمام تحديات هائلة، لا سيما مع احتضان الولايات المتحدة لمباريات البطولة في أوقات الذروة، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

كيف تؤثر حرارة الصيف على مباريات كأس العالم للأندية 2025؟

مع كل مباراة تُلعب تحت أشعة الشمس الحارقة، تتعرض الفرق لضغوط غير عادية تؤثر ليس فقط على أدائهم، بل على صحتهم وسلامتهم كذلك. بعض المباريات توقفت لفترات طويلة بسبب الظروف المناخية القاسية، كما حدث في مباراة الأهلي وبالميراس التي توقفت لأكثر من ساعة بسبب تشكل السحب الرعدية وحالة الطقس السيئة. مثل هذه الأحداث تُبرز المعضلة الكبرى في جدولة مباريات خلال الصيف، حيث يصبح الجميع عُرضة للإجهاد الحراري.

ومع تشغيل معظم الملاعب في ظروف مفتوحة، تصبح هذه المشكلة أكثر تعقيدًا. فبحسب التقارير، أكثر من نصف الملاعب التي تُقام فيها البطولة هذا العام غير مغلقة، وبالتالي فإن اللاعبين والجماهير على حد سواء مُعرضون مباشرة للحرارة المرتفعة التي تزيد عن 90 درجة فهرنهايت في بعض المدن. هذا السيناريو مشابه لما قد يحدث في مونديال 2026، مما يثير تساؤلات جدية بشأن قدرة الاتحاد الدولي على وضع حلول فعالة للتعامل مع هذه الأوضاع.

تصريحات تعكس المعاناة: اللاعبين في مواجهة الطبيعة

شهدت المباريات الأخيرة آراء صريحة من لاعبين ومدربين حول تأثير الطقس الحار على أدائهم. مدرب باريس سان جيرمان، لويس إنريكي، لم يتردد في وصف الوضع قائلاً: “الفرق تعاني”. بينما عبّر لاعب وسط أتلتيكو مدريد، ماركوس يورينتي، عن استيائه الشديد من الحرارة والظروف المناخية، مشيرًا إلى تأثيرها الكبير على قدرته الذاتية في الحركة والمشاركة. تصريحات كهذه تضيف زخمًا للضغوط الواقعة على عاتق الاتحاد الدولي لإعادة التفكير في توقيت وجدولة المباريات.

حتى الجماهير الخاضعة لنفس الظروف لم تسلم من أثر هذه الحرارة القاسية. حارس بنفيكا، أناتولي تروبين، لم يخفِ شعوره بالدهشة وهو يصف الحر الشديد الذي واجه الجميع في ميامي بعد مباراتهم أمام بوكا جونيورز. هذه الأصوات المتكررة تؤكد أن التحدي لا يشمل اللاعبين فقط، بل يمتد ليطال التجربة الكاملة للجماهير أيضًا.

هل تؤدي جدولة المباريات عند الظهيرة إلى تفاقم المشكلة؟

من بين القضايا التي تصدرت المشهد، تأتي مسألة توقيت المباريات في قلب النهار حيث الحرارة في ذروتها. يبرر الفيفا هذا التوقيت برغبة البث في ساعات الذروة للمشاهدين في أوروبا وأفريقيا، مما يُظهر تناقضًا واضحًا بين المصالح التجارية وصحة الأفراد. يوضح المدرب لويس إنريكي هذا التعارض قائلًا: “التوقيت يخدم البث، لكنه يلحق الضرر بالفرق”. وتشير المعطيات إلى أن توقيت المباريات المبكر يشكل خطرًا إضافيًا على اللاعبين الذين يصارعون درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.

إضافة إلى ذلك، كشفت وقائع سابقة، مثل بطولة كوبا أمريكا الصيف الماضي، عن سيناريوهات مروعة، من بينها حالة مدافع أوروجواي رونالد أراوخو الذي خرج من المباراة بسبب الدوار، وحالة حكم مساعد نُقل إلى المستشفى جرّاء الجفاف. مثل هذه الحوادث تنذر بضرورة التحرك سريعًا وإيجاد حلول مُلحة لحماية الجميع أثناء إقامة البطولة.

اقتراحات لمعالجة الموقف المتأزم

تواجه الفيفا انتقادات متزايدة لعدم وضع خطة استراتيجية للتعامل مع هذه الظروف غير المواتية. وبالرغم من وجود أفكار مطروحة، مثل استخدام سقوف متحركة لتغطية الملاعب ومواجهة الظروف المناخية الحادة، إلا أن هذا الخيار يواجه تحديات لوجستية وفنية. إليك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تُحدث فرقًا إذا تم تنفيذها بكفاءة:

• إعادة جدولة المباريات لتُقام في ساعات الصباح الباكر أو المساء لتجنب أشعة الشمس المباشرة.
• توفير أماكن مظللة وأدوات تبريد خاصة للمشجعين واللاعبين داخل الملاعب وطوال وقت المباراة.
• زيادة فترات التوقف داخل المباراة لتسمح لللاعبين بشرب الماء والاستراحة.
• استخدام تقنيات الطقس لتحديد أفضل توقيت وموقع آمن لكل مباراة.

تحوّل قضية الطقس إلى امتحان حقيقي للاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يواجه ضغطًا متزايدًا لضمان سير البطولات الكبرى دون تعريض صحة اللاعبين والجماهير للخطر. وفي ظل استمرار جدولة المباريات عند الظهيرة، تتعاظم التساؤلات حول ما إذا كانت الجهات المنظمة على استعداد لاتخاذ تدابير كافية للحفاظ على سلامة الجميع.