تواجه بيروت ورؤساؤها السياسيون تحديات متزايدة مع اقتراب الانتخابات البلدية المقبلة، حيث بدأت التحركات والمشاورات بشأن تشكيل لوائح انتخابية وتحقيق توازن بين القوى السياسية لحفظ المناصفة والعيش المشترك. تأتي هذه المرحلة الحساسة وسط حالة من الغموض حول شكل التحالفات المقبلة، خاصة مع عزوف تيار المستقبل عن المشاركة مباشرة في العملية الانتخابية.
عزوف تيار المستقبل وتأثيره على انتخابات بيروت البلدية
في ظل قرار تيار المستقبل بعدم خوض الانتخابات، يبرز تساؤل حول مدى تأثير هذا الغياب على المعادلة السياسية في العاصمة. يُعتبر تيار المستقبل من أبرز القوى التي تمتلك خزانًا انتخابيًا كبيرًا، ويمكن لغيابه أن يخلق تحديات أمام الأطراف الأخرى لتعبئة الفجوة الناتجة عن هذا القرار. يشدد المحللون على أهمية دور الكتل النيابية في الحفاظ على المناصفة داخل المجلس البلدي وتفادي أي إخلال يهدد تمثيل المكونات الأساسية في بيروت، مما دفع بعض النواب إلى اقتراح تبني نظام اللائحة المغلقة.
اعتماد اللائحة المغلقة ورؤية جديدة لقانون البلديات
طرحت الفكرة مؤخرًا لتعديل قانون البلديات واعتماد نظام اللائحة المغلقة بهدف تحقيق الشراكة المتوازنة وحفظ حقوق الجميع داخل المجلس البلدي. لكن هذه الفكرة تواجه معارضة من بعض النواب الذين يفضلون إدخال إصلاحات أشمل على القانون تشمل تمكين المجلس البلدي المنتخَب بالمزيد من الصلاحيات التنفيذية. النقاش حول تأجيل الانتخابات بات ضرورياً لتجنب ضغوط المجتمع المدني، خصوصًا في ظل فشل الحكومة في تقديم مبادرة واضحة حول تعديل القانون وتحديد الجدول الزمني المناسب لهذه الاستحقاقات.