نوفاك يؤكد روسيا تتجنب الخسائر من توقف الغاز وأوروبا تواجه العواقب

شهدت العلاقة بين الغاز الروسي وأوروبا تحولات جذرية في الفترة الأخيرة، خاصة بعد قرار وقف تصدير الغاز عبر أوكرانيا مع نهاية عام 2024، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول التأثيرات الاقتصادية المترتبة على هذا القرار، سواء على روسيا أو أوروبا، حيث ظهر موقف روسيا صلبًا في مواجهة هذا التحدي، كما أشار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.

روسيا تعزز صادرات الغاز المسال إلى أوروبا

على الرغم من وقف استخدام خط الأنابيب الأوكراني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، أظهرت روسيا قدرة لافتة على التعامل مع هذا التحوّل، فقد أوضح ألكسندر نوفاك أن بلاده قامت بزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية، مما أسهم في تثبيت حجم التوريدات بشكل فعّال، حيث اعتُمد على الغاز المسال كبديل ناجع ومرن لتعويض النقل التقليدي عبر أوكرانيا.
هذه الاستراتيجية بدت ناجحة حيث استمرت موسكو في تلبية الطلب الأوروبي على الغاز بشكل ملحوظ، بينما لم تترك نقص العبور عبر أوكرانيا يؤثر بشدة في قدراتها التصديرية، وهو ما يثبت أن روسيا تدير موقفها بعناية ومرونة اقتصادية.

العبء الاقتصادي على أوروبا والأثمان الباهظة

في هذا السياق، أشار نوفاك إلى أن الدول الأوروبية كانت المتضرر الأكبر من هذا التطور، حيث اضطر الاتحاد الأوروبي إلى اللجوء لشراء الغاز المسال بأسعار مرتفعة من الأسواق العالمية، وهو ما انعكس على تكلفة الكهرباء والتدفئة بشكل مباشر.
يعاني المستهلك الأوروبي الآن من ارتفاع كبير في الفواتير المرتبطة بالطاقة، كما تأثرت العديد من الصناعات التي تعتمد على الغاز في الإنتاج، لتتكبد بعض دول الاتحاد أعباءً اقتصادية مزدوجة بسبب هذه الأزمة.
وفي ظل غياب الغاز الروسي، الذي كان يُعرف باستقراره وأسعاره المناسبة، أصبحت البدائل المتاحة أقل قدرة على تقديم نفس الكفاءة أو التكاليف الأقل نسبيًا، وهو ما تسبب في زيادات نشطة في الأسعار داخل السوق الأوروبية.

مقارنة بين الغاز الروسي والغاز المسال

لفهم الأبعاد الاقتصادية لهذه المرحلة بوضوح، يمكن الاطلاع على الفروقات بين الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب التقليدية والغاز الطبيعي المسال المستورد من أسواق أخرى:

العامل الغاز الروسي (خطوط الأنابيب) الغاز المسال (أسواق عالمية)
التكلفة أقل وأرخص بشكل واضح مرتفعة بسبب النقل والتسييل
الاستقرار ثابت ومستدام يعتمد على الأسواق وتقلب الأسعار
التأثير البيئي أقل تأثيرًا نسبيًا مرتفع بسبب عملية التسييل والشحن

آفاق العلاقة الأوروبية الروسية في قطاع الطاقة

لطالما اعتُبر الغاز الروسي عنصرًا حيويًا للاستقرار الطاقوي في أوروبا، فخلال العقود الماضية، مثّل خيارًا موثوقًا ومُجديًا اقتصاديًا، غير أن الاستغناء عنه أحدث انقسامات داخل الدول الأوروبية بين من يرى ضرورة العودة لاستخدامه كجزء من مزيج الطاقة، ومن يُصر على البحث عن بدائل أخرى.
وفقًا لما ذكره نوفاك، فإن الضغط السياسي والاستراتيجي الذي دفع أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي قد جعلها تواجه تحديات غير مسبوقة، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج والضغط المتزايد على الميزانيات الوطنية، ورغم ذلك، فإن أسواق الغاز تظل مرنة ومتغيرة، وقد تشهد الأيام القادمة تحولات جديدة.

قد تجبر الأزمات الاقتصادية المتزايدة الحكومات الأوروبية على التفكير بطرق مبتكرة لتوفير الطاقة بتكاليف معقولة، وقد تعيد بعض الدول النظر في استراتيجية الاعتماد على الغاز الروسي مستقبلاً في ضوء الحقائق الاقتصادية الصعبة.