غاتوزو يثق تمامًا في فرص إيطاليا للتأهل إلى كأس العالم

تعيش كرة القدم الإيطالية على وقع تحد صعب ومعقد، بعد سلسلة تعثرات هددت حضورها في المحافل الكبرى، ومع تعيين جينارو غاتوزو مدربًا جديدًا للمنتخب الإيطالي، تعود الآمال المشروعة حول التأهل لنهائيات كأس العالم 2026. تصريحات غاتوزو تحمل نبرة قوية مليئة بالتفاؤل، وبالرغم من الوضع الحرج في التصفيات، يبدو أنه مقتنع بقدرة اللاعبين على قلب الموازين، مؤكدًا أن الجودة متوفرة بين أيديهم.

إيطاليا ورحلة العودة إلى كأس العالم

بدأت التصفيات بالنسبة للمنتخب الإيطالي بشكل بعيد عن التوقعات، حيث بات متأخرًا بفارق تسع نقاط عن النرويج التي تتصدر المجموعة التاسعة، ويبدو أن خسارة المباراة الأخيرة بنتيجة قاسية 3-0 قد كانت القشة التي دفعت الاتحاد الإيطالي لإقالة لوتشانو سباليتي والاستعانة بغاتوزو. المهمة ليست سهلة على الإطلاق، إذ أن متصدر المجموعة فقط هو من يضمن التأهل المباشر، بينما يحتل المنتخب الإيطالي المركز الثالث في المجموعة، ولم يتبق له سوى 6 مباريات، منها مباراتان مؤجلتان.

فارق الأهداف يمثل أزمة أخرى لإيطاليا، حيث يتفوق المنتخب النرويجي بفارق 12 هدفًا، ما يجعل التأهل عبر التصفيات المباشرة شبه مستحيل، وهو ما يُرجح أن يكون الملحق هو الفرصة الواقعية الوحيدة أمام الطليان، وهي مغامرة خسرها الفريق مرتين متتاليتين من قبل.

تصريحات غاتوزو وثقته في اللاعبين

أبدى غاتوزو ثقته الكبيرة في نوعية اللاعبين الذين يملكهم المنتخب، وأشاد بوجود أربعة إلى خمسة لاعبين بين الأفضل على مستوى العالم في مراكزهم، ما يعزز من إيمانه بمقدرتهم على تحقيق الهدف المنشود، وهو التأهل لأكبر البطولات الكروية. وفقًا لتصريحاته، يستند غاتوزو إلى إعادة بناء “العقلية الإيطالية” التي طالما ميزت أبطالها، مؤكدًا أن استعادة الحماس والتخلص من التفكير السلبي هما الخطوة الأولى نحو تصحيح المسار.

تشير استراتيجية غاتوزو إلى عقلية جماعية تهدف إلى بناء “عائلة” داخل مركز التدريب كوفرتشانو، حيث ينصب تركيز المدرب الجديد على غرس الالتزام والمشاعر الإيجابية، وهو أمر يعتبره مفتاح النجاح في مواجهة الضغوطات والتحديات المقبلة.

فرصة غاتوزو لتحدي المشككين

لم يخلُ تعيين غاتوزو من الجدل، فقد كان الخيار الثاني بعد رفض كلاوديو رانييري تدريب المنتخب الوطني. ورغم الانتقادات الموجهة له بسبب خلفيته التدريبية المتقلبة، إلا أن أسطورة الكرة الإيطالية جيانلويجي بوفون، رئيس وفد المنتخب الوطني حاليًا، أبدى دعمه الكامل للمدرب الجديد، مشيرًا إلى ثقته بقدرته على التحدي وإثبات جدارته.

بعض المحطات التدريبية الأخيرة لغاتوزو أثارت الشكوك، حيث تمت إقالته من تدريب نادي هايدوك سبليت الكرواتي، إلا أن مسيرته السابقة تضمنت نجاحات ملموسة، بما في ذلك فترة إشرافه على ميلان ونابولي، حيث قاد الأخير للفوز بكأس إيطاليا في 2018. هذا يثبت أن غاتوزو قادر على العمل تحت الضغط، وأنه لا يخشى مواجهة التحديات مهما كان حجمها.

• التأهل عبر الصدارة يحتاج إلى معجزة وانتصارات متتالية
• على إيطاليا الفوز بجميع مبارياتها المتبقية للتنافس على المركز الأول
• الملحق هو الخطة الواقعية لتحقيق بطاقة التأهل

يبدو الطريق أمام المنتخب الإيطالي مليئًا بالتحديات، لكن كرة القدم لطالما كانت ساحة للمفاجآت، خاصة عندما تجمع جودة اللاعبين بعقلية قتالية كالتي يحملها غاتوزو. مع كل خطوة يقطعها المدرب الجديد مع فريقه، تزداد الآمال في إعادة إحياء أمجاد الأزرق الإيطالي.