إيران ودورها في دعم الحوثيين: تحليل المعطيات ومراجعة الروايات
تثير المزاعم الأخيرة بشأن تخلي إيران عن دعمها للحوثيين الكثير من الجدل، لكنها قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع تستند إلى التضليل الإعلامي لكسب الوقت وإعادة ترتيب المواقف بما يخدم مصالحها الإقليمية. صحيح أن بعض التحركات الإيرانية تدل على إعادة تموضع، لكنها لا تعني بأي حال انقطاعًا فعليًا عن الحوثيين، وهو تأكيد تعمّده مراقبون استراتيجيون لرؤية أعمق تجاه الأوضاع الراهنة.
العلاقة بين الحوثيين وإيران: الحقائق على الأرض
لا تزال إيران ترتبط بالحوثيين عبر قنوات واضحة ومتعددة، بدءًا من الدعم اللوجيستي وحتى التخطيط العسكري. وفقًا لتقارير دقيقة، يعمل الحرس الثوري الإسلامي وفيلق القدس على تأمين الدعم التقني والعسكري للحركة الحوثية، خاصة من خلال شخصيات كعبدالرضا شهلائي. هذا التأثير يكشف عن شبكة عميقة تجمع بين الأيديولوجيا والمصالح السياسية، مما يجعل الانفصال بين الطرفين أمرًا مستبعدًا في الوقت الحالي. ورغم تصريحات المسؤولين الحوثيين بأنهم مستقلون في قراراتهم، يظهر على السطح مؤشر واضح لمتابعة التوجيه الإيراني في الاستراتيجيات العسكرية والسياسية.
موقف إيران تجاه الضغوط والعقوبات
الضغوط الأمريكية المتزايدة والعقوبات المفروضة على طهران جعلتها تلجأ إلى الدبلوماسية الملتوية، محتفظة بوجود لوكلائها مثل الحوثيين للرد بشكل غير مباشر. ويبدو أن الدبلوماسية الإيرانية تهدف إلى تخفيف هذه الضغوط عبر رسائل تلمّح إلى ضبط النفس، لكنها في الواقع تعمل بهدوء على دعم أدواتها الآيديولوجية، ومنها الحوثيون، لضمان استمرار نفوذها في اليمن وشبه الجزيرة العربية. التحركات الإيرانية تتماشى مع سياسة أكبر تسعى لتحقيق طموحات إقليمية دون تقديم تنازلات واضحة.