تقرير يكشف عن قدرات إيران السرية لإغلاق مضيق هرمز وفق مسئولين أمريكيين

تعتبر منطقة مضيق هرمز نقطة استراتيجية حيوية تلعب دورًا كبيرًا في استقرار أسواق النفط العالمية، ومع تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، عادت هذه المنطقة لتصدر الأخبار، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن إيران تحتفظ بقدرات بحرية تمكّنها من إغلاق المضيق في حال وجود تهديد وجودي، مما يثير القلق بشأن تداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي.

ما هي أهمية مضيق هرمز في التجارة العالمية؟

يمثل مضيق هرمز الممر الرئيسي لنحو 40% من النفط المنقول بحريًا، مما يجعله شريانًا حيويًا لا غنى عنه للاقتصاد العالمي، إذ تمر من خلاله ناقلات النفط يوميًا من الخليج العربي إلى الأسواق العالمية، ولهذا السبب أي تهديد لإغلاق المضيق ينذر بأزمة طاقة كبيرة، نظرًا لاعتماد الدول الصناعية الكبرى، خاصة في آسيا وأوروبا، على النفط المستورد من المنطقة.

وفي هذا السياق، يمكن تلخيص أهمية المضيق في النقاط التالية:

  • يوفر إمدادات الطاقة لأكبر الاقتصادات في العالم، مثل الصين واليابان والهند.
  • تقع معظم الدول المنتجة للنفط الكبرى، مثل السعودية والإمارات، قرب المضيق، ما يُبرز خطورة أي تعطيل له.
  • النفط الذي يعبر من خلال هرمز يمثل عاملاً حاسمًا لاستقرار أسعار الطاقة عالميًا.

التوترات السياسية والعسكرية المحيطة بالمضيق دائمًا ما تكون نقطة حساسة، إذ إن إغلاق المضيق من شأنه أن يرفع أسعار النفط بشكل حاد ويهدد الأمن الاقتصادي للدول المستهلكة، خصوصًا في ظل التحديات القائمة مثل آثار جائحة كورونا والحرب بين روسيا وأوكرانيا.

إيران والقدرات البحرية: هل تستطيع تنفيذ تهديداتها؟

يرى الخبراء العسكريون أن إيران تمتلك الأصول البحرية والقدرات اللازمة لتقييد أو إغلاق مضيق هرمز، حيث تستخدم تكتيكات مثل زراعة الألغام في المياه أو استخدام زوارق سريعة وصواريخ بحرية لتعطيل الملاحة. بحسب نيويورك تايمز، فإن القيادة الإيرانية أكدت مرارًا أن هذه الخيارات مطروحة على الطاولة إذا ما تعرض أمنها القومي للخطر.

لكن الأمر لا يتوقف عند الجانب العسكري فقط، فعلى الرغم من أن لدى إيران إمكانيات تمكنها من تعطيل حركة السفن، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تدخل دولي واسع، بسيطرة تحالف عسكري على المنطقة، وهو ما يعقد الأوضاع كثيرًا. تجدر الإشارة إلى أن الصين وروسيا، اللتين تربطهما شراكات استراتيجية مع طهران، قد تلعبان دورًا مهمًا في حال تصعيد الأحداث.

الدولة النفط المستورد عبر هرمز التأثير المتوقع حال إغلاق المضيق
الصين نحو 20% اضطرابات واسعة في الإمدادات
اليابان نحو 80% ارتفاع حاد في الأسعار
الاتحاد الأوروبي 15% تزايد الاعتماد على البدائل

السيناريوهات المستقبلية: تأثير النفط على الصراعات الجيوسياسية

بحسب خبراء العلاقات الدولية، فإن الخلافات داخل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت واضحة بشأن التعامل مع التهديدات الإيرانية، إذ انقسمت الآراء حول الخيار الأفضل بين التدخل العسكري المباشر أو تهدئة التوترات بطرق دبلوماسية لتجنب أي أزمة عالمية طارئة. ومع كل ذلك، تبقى المخاوف الأكبر محصورة في احتمالية أن يؤدي أي تصعيد في المنطقة إلى أزمة اقتصادية خانقة، حيث يتوقع بعض الخبراء أن يصل سعر برميل النفط إلى 150 دولارًا إذا تصاعدت الأمور.

ومن جانب اقتصادي، فإن الاقتصاد العالمي، الذي لا يزال يعاني من آثار الظروف السابقة مثل الجائحة والحرب الروسية الأوكرانية، قد يواجه ركودًا جديدًا بسبب التضخم، وهو ما سيشكل ضغوطًا إضافية على الدول الغربية، لا سيما تلك الداعمة لإسرائيل.

تكمن العقدة الأساسية في هذا الصراع في الدور الذي تلعبه الدول الكبرى كوسيط، إذ تعترف كل من الصين وروسيا بأهمية الوقوف إلى جانب الحليف الإيراني، سواء استراتيجيًا أو اقتصاديًا، مما يجعل المنطقة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

لذا، في هذا المشهد المترقب، تبدو كل الخيارات محتملة، وتظل مسألة النفط والتجارة العالمية في قلب أي تطور يحدث، ما يجعل الجميع مترقبًا، من حكومات إلى أسواق الأسهم والطاقة.