مباحثات نووية حاسمة بين أوروبا وإيران تبدأ غدًا في جنيف

تُستعد العاصمة السويسرية جنيف لاستضافة جولة محادثات نووية أوروبية-إيرانية جديدة غدًا الجمعة، إذ تجمع هذه الجلسة بين الترويكا الأوروبية المتمثلة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. يأتي اللقاء وسط أجواء مشحونة بالأحداث الإقليمية والتوترات الدبلوماسية، مما يبرز أهميته كفرصة لاستعادة التوازن ضمن مساعي الدول لحل القضية النووية الإيرانية.

تفاهمات الترويكا الأوروبية مع إيران حول البرنامج النووي

بحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أوروبيين، فإن الجولة الجديدة من المحادثات ليست وليدة الصدفة، بل جاءت بعد طلب دول الترويكا عقد لقاء مباشر مع طهران. الهدف الرئيسي هو مناقشة الملفات النووية الحساسة ومراجعة القضايا الثنائية التي تُقلق الجانبين، خاصة مع تصاعد المواجهات الإقليمية الأخيرة. الوزير الإيراني عباس عراقجي أوضح أن التركيز سيكون على طبيعة التعاون النووي بين الأطراف، فيما أشار دبلوماسي ألماني إلى أن النقاشات ستتضمن تقديم ضمانات باستخدام البرنامج النووي الإيراني للأغراض المدنية فقط.

وتشير التقارير إلى أن الدول الأوروبية تسعى جاهدة للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، والذي كان قد تعرض للتعثر في السنوات الأخيرة إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، ما وضع هذا الملف في صميم الأحداث الدولية.

دور القوى الإقليمية والولايات المتحدة في المحادثات

اللافت للنظر أن المحادثات في جنيف تُجرى بالتنسيق مع الولايات المتحدة، رغم عدم حضورها بشكل مباشر، حيث تضطلع واشنطن بدور محوري في رسم ملامح المفاوضات مع إيران. وذكرت بعض المصادر أن الوزراء الأوروبيين سيعقدون لقاءً جانبيًا مسبقًا مع كايا كالاس في القنصلية الألمانية بجنيف، بهدف تحديد الرؤية المشتركة قبل الجلوس مع الجانب الإيراني.

في ظل هذا التنسيق، يبدو أن المحادثات تسير وفق خطة مدروسة مسبقًا تسعى لخلق توافق، لكن الأمر ليس بالسهل، خاصة مع تأكيد إيران رفضها لأي ضغوط تمس سيادتها الوطنية أو حقوقها النووية. تصريح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، يعكس التوجه الرسمي لطهران، إذ شدد على أن المؤسسة الدبلوماسية ملتزمة بحماية المصالح الإيرانية في وجه أي اعتداءات أو مماطلات.

  • تنسيق مسبق بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة
  • مناقشة مستفيضة حول الاستخدام السلمي للطاقة النووية
  • اتفاقيات تضمن مصالح الطرفين دون التنازل عن الأولويات السيادية
  • حوار تقني على مستوى الخبراء لتوضيح الجوانب الفنية للاتفاقيات النووية

دلالات التوقيت والتوتر الإقليمي المتصاعد

تأتي هذه الجولة في وقت حساس جدًا، خاصة بعد إلغاء الجولة السادسة بين إيران وأمريكا والتي كان من المقرر عقدها في مسقط بسبب تصاعد المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل. هذا الحادث كان له أثر كبير على المساعي الدبلوماسية، حيث بات الجانب الإيراني أكثر تمسكًا بمواقفه.

لا يقتصر تأثير هذه المحادثات على الجوانب النووية فقط، إذ تمتد لتناقش المستجدات الإقليمية مثل الاعتداءات الأخيرة التي أشار إليها عباس عراقجي وأثرت على الوضع الأمني في المنطقة.

الحدث التاريخ الموقع
الغاء الجولة السادسة الأحد الماضي مسقط، عُمان
جولة جنيف الجمعة القادمة جنيف، سويسرا

التوقيت الحالي يجعل اللقاء فرصة ذهبية للوصول إلى تفاهمات، خصوصًا بعد الأحداث المتسارعة التي خلفت تحديات إضافية أمام الأطراف كافة. هنا تقع المسؤولية على عاتق الجميع لتخفيف التوتر وتصحيح المسارات الدبلوماسية.

التوقعات بشأن هذا اللقاء تحمل طابعًا حذرًا، إلا أن هناك حالة من التفاؤل بإمكانية تحقيق تقدم ملموس، خاصة مع إدراك الأطراف لحساسية المرحلة وضرورة الحفاظ على الاستقرار.