سيناريو خطير استهداف محطة نووية إيرانية قد يهدد 9 دول بالإشعاع

الحديث عن المخاطر المحتملة في حال استهداف محطة نووية في إيران يسود النقاش في الآونة الأخيرة، حيث تصاعدت التساؤلات حول تأثير مثل هذا السيناريو على دول الجوار وعواقبه البيئية والصحية الخطيرة. الأمر الذي أكدته تصريحات الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية السابق، والذي تحدث عن احتمالية وجود خطر على الدول المجاورة، موضحًا أن مدى هذا الخطر يعتمد على عوامل متعددة مثل نوع الحادث وتصميم المفاعل والظروف الجوية.

هل استهداف محطة نووية في إيران يشكل خطرًا حقيقيًا؟

بحسب ما أشار إليه الدكتور أمجد الوكيل، فإن الخطر الناتج عن حادث بمثل هذا الحجم يمكن أن يكون حقيقيًا جدًا، لكنه ليس بنفس الدرجة دائمًا. مدى تأثير الحادث قد يختلف بناءً على مجموعة من العوامل، أهمها تصميم المفاعل النووي نفسه ونوعه، بالإضافة إلى طبيعة المواد الإشعاعية التي قد تنطلق منه. العوامل الجوية مثل سرعة الرياح واتجاهها، وكذلك وجود أمطار، تعد أيضًا مؤثرات هامة جدًا في تقدير حجم هذا الخطر المحتمل.

الجدير بالذكر أن كل حادث نووي له طابع فريد، حيث إن تسرب المواد المشعة قد يتسبب في سحب ملوثة تنتقل لمسافات واسعة بفعل الرياح، مما يزيد من خطر التلوث على الهواء والماء والتربة في المناطق المجاورة. يتطلب هذا السيناريو دراسات دقيقة لفهم تداعياته ومجالات التأثير المختلفة.

ما نوع المخاطر المحتملة على دول الجوار؟

إذا حدث تسرب إشعاعي ناتج عن استهداف محطة نووية إيرانية، فقد يترتب على ذلك أضرار بيئية وصحية طويلة الأمد. وأوضح الدكتور الوكيل أن هذا النوع من الحوادث قد يؤدي إلى انتشار سحب محملة بمواد مشعة، ما يتسبب في تلوث واسع النطاق. يمكن أن تشمل التأثيرات المباشرة لذلك خطر الإصابة بأمراض طويلة الأجل مثل السرطان، إضافةً إلى حدوث اضطرابات بيئية مثل تلوث مصادر المياه والغذاء، وهو ما يعقد عملية السيطرة على الكارثة ومعالجتها.

تعتمد شدة المخاطر على عدة عناصر، وعلى رأسها كمية الإشعاعات المنطلقة وطول فترة التعرض لهذه الإشعاعات. لكن المخاطر ليست مقصورة على الجانب الصحي فقط، بل يمكن أن تتنوع لتشمل الأضرار الاقتصادية والاجتماعية لدول الجوار، ناهيك عن التداعيات البيئية التي قد تستمر لعقود.

ما الدول الأكثر عرضة لتلك المخاطر؟

يشير الخبراء إلى أن دول الجوار الجغرافي المباشر ستكون أولى المتضررين، بطبيعة الحال. هنا قائمة بالدول بحسب درجة تعرضها للخطر، اعتمادًا على الموقع الجغرافي وظروف الرياح:

  • العراق: يعد الأكثر تأثرًا بسبب الملاصقة الجغرافية والطبيعة المفتوحة لأراضيه.
  • دول الخليج العربي: تشمل الكويت والبحرين وقطر والإمارات، والتي قد تصلها المؤثرات اعتمادًا على اتجاه الرياح.
  • المملكة العربية السعودية: تتأثر بشكل خاص شرق البلاد إذا توجهت الرياح غربًا.
  • باكستان وأفغانستان: تحت التهديد في حال انتشار الإشعاعات باتجاه الشرق.
  • تركيا: قد تكون معرضة للخطر حال وجود رياح شمالية قوية.

الجغرافيا وحدها ليست العامل الوحيد؛ سرعة الرياح واتجاه انتقالها وأحوال الطقس الأخرى تلعب دورًا هامًا في تقدير حجم ومدى التأثير على كل دولة.

الدولة درجة الخطر
العراق عالية جدًا
الكويت وقطر والبحرين والإمارات عالية
السعودية (المنطقة الشرقية) متوسطة
باكستان وأفغانستان متوسطة إلى منخفضة
تركيا منخفضة (في الظروف المحددة)

من المهم الانتباه إلى أن الخطط الإقليمية المشتركة لمواجهة الكوارث الإشعاعية أصبحت أولوية قصوى، حيث تُعد السرعة في اتخاذ التدابير الوقائية ونشر المعلومات الدقيقة واحدة من أنجع الوسائل لتخفيف العواقب المحتملة.

إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن تأثيرات الكوارث الإشعاعية وكيفية التعاطي معها، يمكنك قراءة المزيد عبر كيفية التعامل مع الحوادث النووية.

تبقى الضرورة ملحة لزيادة التعاون الإقليمي والدولي لحماية سكان المنطقة والبيئة من تلك المخاطر المحتملة وتسخير الجهود للحد من التوترات التي قد تشكل مثل هذه السيناريوهات.