شهدت السياسة الخارجية الأميركية تحولات متباينة تجاه منطقة الشرق الأوسط، وسط محاولات للتعامل مع المستجدات المعقّدة. زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المرتقبة للمنطقة توفر فرصة للدول العربية لصياغة نهج متكامل يظهر رؤاها تجاه قضايا محورية مثل إيران، اليمن، والقضية الفلسطينية. يبقى السؤال: هل ستقدم إدارة أميركا الجديدة سياسات أكثر استقراراً أم ستواصل ردود الفعل العشوائية التي اتسمت بها الفترة السابقة؟
السياسة الأميركية تجاه إيران: تحديات وبرامج الصواريخ
تواصل واشنطن سياسة الضغط الأقصى على إيران، بفرض عقوبات صارمة على كيانات متورطة في تقديم الدعم لبرنامج إيران الصاروخي. ولكن الإدارة الأميركية أظهرت تذبذبًا في مواقفها، إذ أعلنت استعدادها لاستئناف المفاوضات بشكل مباشر. يرى المحللون أن التركيز على الملف النووي دون التحدث عن البرنامج الصاروخي والأنشطة الإقليمية الإيرانية يمثل خطأً استراتيجيًا. إضافة إلى ذلك، فإن دول الخليج العربي تطالب بضم تلك القضايا إلى أي اتفاق جديد لتحقيق توازن شامل ومنع إيران من تعزيز نفوذها الإقليمي.
اليمن وسوريا: ضرورة لتسوية سياسية شاملة
في اليمن، كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد الحوثيين بجانب فرضها عقوبات مالية عليهم، ولكن غابت حتى الآن خريطة سياسية واضحة للحل. يشير محللون إلى أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية قد يعقد مساعي الأمم المتحدة لإيجاد تسوية طويلة الأمد. على الجانب الآخر، تواصل واشنطن التعامل بحذر مع الملف السوري، حيث طالبت القيادة السورية بتفكيك الأسلحة الكيميائية وضمان تمثيل عادل للأطراف السياسية كافة. لكن الإدارة الأميركية تواجه تحديات في تعزيز مصداقيتها ما لم ترفع العقوبات وتوقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا.