في عمله الفني «حضن وطن»، يعيد الفنان مهدي عقيلي تعريف مفهوم الوطن باستخدام الرموز والألوان لتقديم رسالة عميقة تلامس العاطفة الإنسانية. يُظهر عقيلي الوطن كحاضن يتجاوز المفاهيم التقليدية المتعلقة بالأمن والسلامة؛ ليبرز دور الإنسان في إنقاذ الأمل وتعزيز الطمأنينة وسط الكوارث. اللوحة تحمل خطاباً بصرياً بديعاً يعكس التكامل بين الفن والمعنى، ويُبرز الحس الإنساني في أعمق صوره.
«حضن وطن»: رسالة متكاملة من الأمن والإنسانية
ترتكز لوحة «حضن وطن» على عنصر بصري محوري يُجسد الإنسانية، حيث يظهر الجندي ليس بصفته حارسًا مدججًا بالسلاح، بل راعيًا يحمل بين ذراعيه طفلاً بريئًا. هذا التعبير الرمزي يمحو الاختزال المتعارف عليه في تصوير رجال الأمن، ليبرزهم كحماة للإنسانية والحياة. التناقض بين الخلفية البرتقالية المشتعلة والجندي يوحي بحالة من الصراع بين الفوضى والأمان، لتغدو اللوحة صرخة فنية عن الأمل حتى في أحلك الظروف.
الألوان والرموز في «حضن وطن»: قوة التعبير البصري
الألوان المستخدمة في اللوحة تلعب دور البطولة، فالخلفية النارية ترمز للأزمات، في حين تبدو تفاصيل الجندي ووجه الطفل أقرب إلى البرودة المستقرة، في انسجام متوتر يخلق حواراً بصرياً بين التهديد والحماية. الألوان هنا لا تعبر عن الطبيعة الواقعية للأجساد بقدر ما تنقل مشاعر اللحظة، مما يجعل من اللوحة تجربة حسية يتفاعل معها المُشاهد بعمق. استخدام التجريد والرمزية يضفي طابعًا خاصًا، حيث يجسد الجندي بشاعريته القاسية عمق الانتماء للوطن والفخر بحمايته.