ارتفاع جديد الذهب يسجل قفزة 2.3% ويصل إلى 3400 دولار للأونصة

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، يبحث المستثمرون دومًا عن ملاذات آمنة تحمي أموالهم من التقلبات الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية، وهذا ما يجعل الذهب والين الياباني والفرنك السويسري خيارات مفضلة للكثيرين، حيث إن مثل هذه الأصول تُعتبر ملاذًا مريحًا خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي، وجاء ذلك بالتزامن مع تحركات الأسواق التي تعكس حالة من القلق الهيكلي بخصوص المستقبل.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وسط التوترات الجيوسياسية

في الآونة الأخيرة، شهد سعر الذهب قفزة كبيرة بنسبة 2.3% ليصل إلى 3400 دولار للأونصة، ويرجع هذا النمو الكبير إلى عوامل متعددة، أبرزها تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط خاصة بين إسرائيل وإيران، ما دفع المستثمرين إلى التركيز على الذهب كخيار آمن لحماية أموالهم، كما تُعزز هذه الظاهرة المشاعر السائدة في الأسواق بضرورة الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر.

ولم تقتصر الأسباب على التوترات وحدها، إذ لعب قرار الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة دورًا كبيرًا في زيادة الطلب على الذهب، فأسعار الفائدة المنخفضة تجعل الأصول التي لا تولد عوائد، كالذهب، أكثر جاذبية، هذا إلى جانب توقعات الركود العالمي التي ظهرت في ظل تباطؤ اقتصادي وتغيرات في مشهد الطاقة العالمية.

تحولات الأسواق في ظل القلق الهيكلي

الأسواق اليوم تبدو عليها ملامح التحوط والابتعاد عن المخاطرة، ومع كل الأخبار السلبية التي تطغى على توقعات الاقتصاد، أصبحت القرارات الاستثمارية أكثر ارتباطًا بما يُطلق عليه “التحركات الاستباقية”، أي أن المستثمرين يفضلون تأمين أموالهم مبكرًا لتجنب الخسائر، وهذا يظهر جليًا من خلال التوجه للذهب والين الياباني والفرنك السويسري، حيث تظل هذه الأصول ملاذات مفضلة للمستثمرين عالميًا.

وفي الوقت نفسه، تشير التوقعات إلى انخفاض محتمل في الطلب على النفط، خاصة مع التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، الأمر الذي يُعزز فكرة أن الذهب سيحافظ على مكانته كملاذ آمن مع استمرار فرضية تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع مخاطر الأسواق المالية.

طرق التحوط المالي مع الحفاظ على الاستقرار

للاستثمار الآمن في أوقات التقلبات الجيوسياسية، هناك مجموعة من الخيارات التي يمكن للمستثمرين الاعتماد عليها، ومنها الذهب كأصل تقليدي بات معروفًا بقدرته على الصمود أمام الأزمات، بالإضافة إلى الين الياباني والفرنك السويسري اللذين يعكسان قوتهما في الأزمات:

• تنويع المحفظة الاستثمارية بين أصول تعتمد على استقرار العوائد وأصول غير مدرّة للعائد كالمعادن الثمينة
• التركيز على العملات التي تحافظ على قوتها في الأزمات مثل الين الياباني
• تقليل الاعتماد على الأصول المرتبطة بالطاقة غير النظيفة أو المتأثرة بشكل كبير بالنفط
• المراقبة الدقيقة لقرارات الجهات المالية الكبرى كالفيدرالي الأمريكي لتقييم الأسواق المقبلة

وفيما يلي مقارنة بين أداء الملاذات الآمنة خلال الأزمات:

من خلال متابعة هذه العوامل وتأثيراتها على الأسواق، يمكن لكل مستثمر اتخاذ قرارات مدروسة تسهم في حماية أصوله خلال فترات القلق والاضطراب الاقتصادي، كما أن إدراك التحولات الجارية في الاقتصاد العالمي وتوقعات الطاقة النظيفة يساعد في التوجه نحو استراتيجيات استثمار أكثر كفاءة وثباتًا.