الفيفا يعيد الكونغو لتصفيات كأس العالم فهل يتأثر منتخب المغرب؟

في خطوة مثيرة للاهتمام، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بقراره الأخير أن منتخب الكونغو سيعود إلى مشوار تصفيات كأس العالم 2026، رغم غيابه المؤثر عن جولتين في المنافسات. يأتي هذا الخبر بعد أن رفعت الهيئة الدولية عقوبة الإيقاف التي كانت قد فرضتها بناءً على تدخلات سياسية في عمل اتحاد الكرة المحلي، وهو تطور أعاد الأنظار إلى التحديات التي تواجه كرة القدم في الكونغو.

أسباب إيقاف منتخب الكونغو وتأثيرها على مشواره

قرار الفيفا بفرض عقوبات على الكونغو بين فبراير ومايو لم يأت من فراغ. تدخلات السلطة التنفيذية بقيادة وزير الرياضة أدت إلى تشكيل لجنة مؤقتة العام الماضي لحل الصراعات الداخلية، وهو ما اعتبره الفيفا تدخلاً غير مقبول في شؤون اتحاد الكرة. نتيجة لذلك، مُنع المنتخب من اللعب خلال فترة الإيقاف، ما ترتب عليه غيابه عن مواجهات هامة ضمن التصفيات أمام كل من تنزانيا والنيجر.

انعكس هذا الغياب على جدول نقاط المجموعة بشكل كبير، إذ مُنحت النقاط للمنتخبين المنافسين بنتيجة اعتبارية 3-0 لكل مباراة. وبالتالي، تراجعت آمال الكونغو في بلوغ النهائيات، خاصة أن الفيفا يتمسك بسياسات صارمة تجاه أي تدخل سياسي، وقد لجأ سابقًا لتجميد أنشطة اتحادات في دول أخرى لنفس الأسباب.

مباريات منتخب الكونغو المقبلة في التصفيات

مع رفع الحظر عن منتخب الكونغو، سيعود الفريق للمنافسة في التصفيات القارية بداية من سبتمبر. وفقًا للروزنامة، تنتظر الكونغو مباراة على أرضها أمام تنزانيا، وهي فرصة ليست فقط لاستعادة الحضور الجماهيري، بل لتحسين صورتها المتأثرة بالأزمة الأخيرة. بعد ذلك، سيواجه المنتخب كلًا من النيجر والمغرب خلال الجولتين المتبقيتين في أكتوبر، وهو ما يمثل ختام مشواره في هذه التصفيات.

لكن التحديات ليست سهلة، فمنتخب المغرب يبدو غير قابل للتوقف ويتصدر ترتيب المجموعة برصيد 15 نقطة، بينما تأتي تنزانيا في المركز الثاني بفارق 6 نقاط واضحة عن الكونغو، التي لم تحصد أي نقطة حتى الآن، مما يجعل الهدف الأكبر للكونغو في هذه المباريات تحسين أدائهم كخطوة لإعادة بناء المنتخب.

نظام التأهل إلى كأس العالم 2026

تصفيات كأس العالم لهذا العام تأتي بنظام مختلف، حيث يتأهل مباشرة الفريق المتصدر لكل مجموعة. أما الفرق التي تحتل المركز الثاني، فلديها فرصة إضافية من خلال مواجهات فاصلة بين أفضل أربعة منتخبات. حاليًا، تبدو المنافسة محصورة بين المغرب وتنزانيا، في حين أن غياب الكونغو عن الجولة الأولى والثانية قد جعل فرصتها في التأهل مستحيلة.

في الوقت نفسه، يمتد جدول التصفيات إلى أكتوبر، لتستمر الإثارة في معرفة هوية المنتخبات التي ستشارك في أول كأس عالم يقام بتنظيم ثلاثي بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وهي فرصة لمن يتصدر مجموعتهم لضمان بطاقة مباشرة للحدث الأكبر في تاريخ الفيفا.

كيف يتجنب الفيفا التدخل السياسي في كرة القدم؟

سياسة الفيفا واضحة تمامًا، فهو لا يتسامح مع أي تدخل خارجي في شؤون كرة القدم. طوال السنوات الماضية، جمد نشاط اتحادات في دول مثل كينيا وتشاد وغيرها. الهدف هو حماية استقلالية اللعبة وضمان العدالة في إدارة شؤون الاتحادات الوطنية. وهذا النهج الصارم يرسل رسالة لجميع الحكومات حول ضرورة التقيد باللوائح الدولية.

ورغم أن الكونغو لديها تاريخ قوي بفوزها بكأس الأمم الأفريقية عام 1972، إلا أن تأهلها إلى المونديال لم يتحقق حتى الآن. الواقعية تقول إن الإنجازات تحتاج إلى استقرار إداري داخل الاتحاد فضلًا عن دعم المواهب الناشئة، وهو ما قد يكون نقطة التحول للكرة الكونغولية مستقبلًا.

تاريخ الكونغو في اللعبة يظهر أنه ما زال هناك مجال للتطور. العودة للمنافسات وإصلاح التحديات الإدارية قد يكونان الخطوة الأولى نحو تجربة جديدة وأكثر إشراقًا لجماهير المنتخب. والفرصة المقبلة لمنتخب الكونغو أمام تنزانيا ربما تحمل بعض المفاجآت التي تنتظرها جماهيرهم بشغف.