قرار جديد من الفيفا يغير ملامح مجموعة المغرب في تصفيات مونديال 2026

لم يكن أحد يتوقع أن تشهد مجموعة المغرب في تصفيات كأس العالم 2026 هذا القدر من التوتر والتقلبات، إذ جاء قرار الفيفا بالسماح لمنتخب الكونغو بمواصلة مشواره في التصفيات بعد سلسلة قرارات حاسمة. يعكس هذا القرار دور الاتحاد الدولي الصارم في التعامل مع تحديات التدخل الحكومي في شؤون كرة القدم، وقد أثار ذلك تساؤلات حول تأثير المنتخب الكونغولي في المباريات المتبقية بالمجموعة.

الفيفا يرفع الحظر عن منتخب الكونغو

بعد تصعيد شهدته الساحة الكروية الإفريقية، أعلن الفيفا إعادة السماح لمنتخب الكونغو بالمشاركة في تصفيات مونديال 2026 بعد انتهاء فترة إيقافه التي استمرت منذ فبراير بسبب تدخلات حكومية واضحة في شؤون الاتحاد المحلي لكرة القدم. هذا التدخل أدى إلى تعيين لجنة مؤقتة بدلاً من الإدارة الشرعية، مما اعتبره الفيفا انتهاكًا لأنظمته التي تمنع تدخل أطراف خارجية في إدارة الاتحادات الرياضية.

الآن، وبعد استعادة المسؤولين الأصليين لمواقعهم واستعادة الاتحاد حقوقه الكاملة، عاد المنتخب الكونغولي إلى الساحة، لكن بكثير من التعقيدات، خصوصًا بعد خسارته لمباراتين نتيجة غيابه القسري عن المنافسة أمام كلٍ من تنزانيا والنيجر، مما تسبب في تراجع فرصه بشكل شبه كامل.

مجموعة المغرب في التصفيات: صراع القمة والتحديات

مع تصدر المغرب للمجموعة برصيد 15 نقطة، يبدو أن السباق على الصدارة شبه محسوم، إذ يبتعد بفارق ست نقاط عن تنزانيا صاحبة المركز الثاني. رغم عودة منتخب الكونغو إلى المنافسة، فإنه لم يحقق أي نقطة حتى الآن، مما يقلل احتمالية تأثيره على الصعيد التنافسي، بخاصة أن المنتخبات الأخرى حظيت بانتصارات مجانية في الجولات السابقة.

ويتبقى للمنتخب الكونغولي ثلاث مباريات مرتقبة، ستجمعه مع كلٍ من تنزانيا في أرضه خلال سبتمبر، ثم يواجه النيجر والمغرب في أكتوبر. العبء الأكبر سيكون على المغرب للحفاظ على هيمنته على المجموعة والابتعاد عن أي سيناريوهات معقدة قد تنشأ إذا ما طرأت مفاجآت في المباريات القادمة.

جدول ترتيب المجموعة يُظهر حجم التباين بين المنتخبات:

ركز المشجعون على المجموعة لعدة أسباب، منها أهمية التأهل المباشر، إذ يتأهل متصدر كل مجموعة بشكل تلقائي إلى كأس العالم القادمة، بينما قد تلجأ منتخبات أصحاب المراكز الثانية بالتصفيات الإفريقية إلى مواجهة ملحق فاصل، ما يجعل الصدارة هدفًا أساسيًا.

سياسات الفيفا تجاه التدخلات الحكومية

من الواضح أن للاتحاد الدولي نهج صارم مع الأزمات التي تتعلق بالتدخل الحكومي، إذ يعتبر التلاعب الإداري في اتحادات كرة القدم أمرًا غير مقبول. تعرضت دولٌ كثيرة إلى إيقافات مشابهة للتي عانت منها الكونغو، منها باكستان وتشاد وكينيا، إلا أن هذا الموقف الحازم من الفيفا يعد رسالة إلى جميع البلدان بضرورة احترام استقلالية الاتحادات المحلية، إذ تعرّض الإيقافات المقررة اللاعبين والمنتخبات إلى تبعات رياضية واقتصادية قاسية.

أما بالنسبة للقرار الأخير بالسماح للكونغو بالعودة إلى المنافسات، فقد جاء بعد التزامها بإعادة الشرعية الإدارية، لكنه أثّر بشكل كبير على فرص المنتخب في التصفيات، حيث لم يعد يملك أملًا حقيقيًا في التأهل.

• التأكد من عدم وجود تدخلات حكومية مستقبلية في شؤون الاتحادات المحلية لكرة القدم.
• الالتزام بالقوانين الدولية لضمان استمرارية مشاركات المنتخبات دون انقطاعات قد تؤثر على المنافسات.
• ضرورة تفعيل الدور الإداري في الاتحادات المحلية لتجنب التدخل بعد انتهاء الإيقافات.

رغم تعقيدات المجموعة، إلا أن تصدر المغرب يعكس قوة المنتخب في الحفاظ على استقراره، ما يعزز من فرصه لمواصلة النجاح في المشاركات العالمية. لجماهير الساحرة المستديرة، يظل شغف المتابعة حاضرًا، بخاصة أن كل مباراة قد تحمل مفاجآت جديدة.