كيف سينعكس قرار المركزي الأمريكي بشأن الفائدة اليوم على أسعار الذهب؟

تنتظر الأسواق العالمية بإثارة وحذر قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن سعر الفائدة على الدولار، وخاصة أن التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران تلقي بظلالها على الاستقرار الاقتصادي، وهو ما يجعل الأنظار تتجه إلى أسعار الذهب التي ترتبط بشكل وثيق بمثل هذه الأحداث. ومع تزامن الحرب المستمرة مع احتمالية خفض الفائدة، يصبح السؤال الذي يشغل الجميع: كيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر على حركة الذهب عالميًا ومحليًا؟

تأثير خفض الفائدة على أسعار الذهب

يؤكد الخبراء أن سعر الفائدة يُعد من أبرز العوامل التي تتحكم في أسعار الذهب عالميًا. ففي حديثه عن هذه المسألة، أوضح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أن خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة قد يكون دافعًا قويًا لارتفاع الأسعار. السبب ببساطة هو أن خفض الفائدة يقلل من جاذبية الاستثمار في السندات وأدوات الدين، مما يدفع كبار المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن مثل الذهب، الذي يعزز مكانته في أوقات عدم اليقين.

أما بالنسبة لتثبيت الفائدة، فإن السوق عادةً لا يشهد تغيّرًا كبيرًا. ومع هذا، يُذكّر الخبراء بأن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت مستويات تنذر بالخطر، قد تصعد من تأثير التوترات السياسية على حركة أسعار الذهب أكثر من تأثير القرار الاقتصادي وحده.

العامل الأكبر: الحرب الإسرائيلية الإيرانية

لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، شارك رؤيته، مشيرًا إلى أن الوضع الجيوسياسي يلعب دورًا أكبر على الأسعار مقارنة بأي عامل اقتصادي في هذه اللحظة. شهدت أسعار الذهب عالمياً ارتفاعات واضحة فور تفاقم الصراع، وهو ما انعكس بشكل طبيعي على السوق المحلي.

فعلى سبيل المثال، أوضح منيب أن جرام الذهب عيار 21 قفز بشكل كبير منذ بداية النزاع بين إسرائيل وإيران، إذ بلغ سعره قبل الأحداث 4663 جنيهًا، بينما وصل إلى 4815 جنيهًا مع توسع الحرب. هذه القفزات تُبرز إلى أي مدى تتأثر أسعار الذهب بالمخاوف السياسية بعكس القرارات الاقتصادية الموسمية.

كيف يتأثر الذهب محليًا بالسوق العالمي؟

يتبع السوق المحلي بطبيعته الحركة العالمية للذهب، لأن الأسعار تعتمد بشكل كبير على التغيرات في الأسواق العالمية. نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، أشار إلى أن الإقبال على الذهب يزداد عندما يتراجع عائد الاستثمار في أدوات الدين، ولكن في الحالات التي تتصاعد فيها التوترات الدولية، يكون التأثير اللحظي أقوى.

وفي ظل هذا الترابط الوثيق بين السوقين المحلي والعالمي، من الضروري متابعة الظروف من جميع الزوايا، سواء كان ذلك عبر قرارات الفيدرالي أو الأحداث الإقليمية. هذه العوامل تتشابك وتؤدي إلى رسم صورة معقدة لحركة المعدن النفيس.

عوامل عدة تتحكم في أسعار الذهب

يمكن تلخيص العناصر التي تحدد تحركات أسعار الذهب حاليًا كما يلي:

• قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بسعر الفائدة.
• حالة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة بين إسرائيل وإيران.
• الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية.
• التغيرات في أسعار صرف الدولار، إذ يؤثر سعر العملة الأمريكية بشكل مباشر على تداول الذهب عالميًا.

مقارنة بين سيناريوهات أسعار الذهب

إليك جدول بسيط يوضح التأثير المتوقع لكل سيناريو من قرارات الفيدرالي والتوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب:

كل المؤشرات الحالية تجعل من الضروري وجود تحركات مدروسة من المستثمرين الذين يتابعون عن كثب كل تغيير في المشهد السياسي والاقتصادي. وبينما تبدو الأمور معقدة حاليًا، فإن الذهب يظل الخيار الأول لأولئك الذين يبحثون عن استثمار يحمي أموالهم في أوقات الأزمات.