عودة أول سفينة حاويات عملاقة من باب المندب بفضل حوافز قناة السويس

شهدت قناة السويس اليوم حدثًا بارزًا يحمل أهمية استراتيجية عالية، حيث عادت سفينة الحاويات العملاقة “CMA CGM OSIRIS” للعبور عبر الممر الملاحي العالمي عبر مضيق باب المندب، لتسجل بذلك لحظة حاسمة في مسار العمل الملاحي الدولي. هذه العودة تعكس نجاح الحوافز الاقتصادية التي أطلقتها هيئة القناة، ما يبرز تأثيرها الفعلي على ثقة الخطوط الملاحية العالمية.

مواصفات السفينة العملاقة ومسارها

سفينة “CMA CGM OSIRIS” تعتبر واحدة من الأسماء البارزة في أسطول الخط الملاحي الفرنسي CMA CGM، فهي مصممة لتكون أحد أعمدة النقل البحري العملاق. تصل حمولتها الإجمالية إلى 154 ألف طن، بطول 366 مترًا وعرض 51 مترًا، وتستطيع استيعاب 15,536 حاوية نمطية على متنها.
السفينة انسابت بسلاسة عبر المجرى الملاحي الجديد لقناة السويس، قادمة من سنغافورة ومتجهة إلى ميناء الإسكندرية ضمن قافلة الجنوب، مؤذنة بعودة الحيوية للمرور الملاحي للسفن ذات الحمولات الكبيرة، وهو ما يزيد من أهمية الموقع الجغرافي للقناة في تيسير التجارة بين الشرق والغرب.

فعالية الحوافز الجديدة

العودة الناجحة لـ “CMA CGM OSIRIS” تمثل خطوة ملموسة للاستفادة من التخفيضات التسعيرية التي قدمتها هيئة قناة السويس حديثًا، حيث أعلنت الهيئة عن منح خصم بنسبة 15% على العبور للسفن التي تتجاوز حمولتها الصافية 130 ألف طن، سواء كانت بحمولة أو فارغة، لفترة تمتد لثلاثة أشهر. هذه المبادرة، التي وردت كجزء من المنشور رقم (3/2025)، كانت بمثابة الحافز الرئيسي لجذب السفن العملاقة للعبور مجددًا.
تعد السفينة “OSIRIS” أول المستفيدين من هذه التسهيلات، ما يعكس فعالية الاستراتيجية الاقتصادية التي تتبعها الهيئة لاستعادة زخم العبور المميز لقناة السويس، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والمنافسة الشديدة.

تصريحات رسمية وتقوية الشراكات

قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، خلال كلمته تعليقًا على هذا الحدث، إن تعاون الهيئة مع الخط الملاحي الفرنسي CMA CGM مبني على شراكة طويلة الأمد، مشددًا على أن عبور السفينة “OSIRIS” ليس مجرد حدث فردي، ولكنه بداية لعهد جديد من التعاون.
أكد أيضًا أن الهيئة لا تدخر جهدًا لتعزيز سياساتها المرنة، سواء عبر تقديم مزايا اقتصادية أو ضمان مرونة العمليات الملاحية بما يعزز من تنافسية القناة أمام البدائل الأخرى، ورغم الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية المحيطة، تستمر هيئة قناة السويس كوجهة جاذبة للخطوط الملاحية العالمية الكبرى.
وقد كشف أسامة ربيع أن الخط الملاحي الفرنسي تصدر قائمة السفن العابرة خلال النصف الأول من العام 2025، مما يعزز ثقة العملاء الدوليين في القناة كممر تجاري فعّال وآمن.

حركة الملاحة تستعيد نسقها

لم يكن الحدث اليوم معزولًا عن المؤشرات الإيجابية الأخرى التي شهدتها قناة السويس مؤخرًا، إذ شهدت القناة أمس عبور سفينتين أخريين تابعتين لنفس الخط الملاحي هما “CMA CGM AQUILA” و”CMA CGM CALLISTO”، بحمولة تبلغ 128 ألف طن لكل منهما.
هذا التتابع في عبور السفن يعكس صحة القرارات والخطط المقدمة من هيئة قناة السويس لدعم عمليات الملاحة بشكل متدرج، حيث يلاحظ اجتذاب حركة السفن متوسطة الحمولات كمرحلة بينية تؤهل لعودة أكثر كثافة للسفن الأكبر خلال الفترة المقبلة.

السفينة الحمولة الطول (متر) المسار
CMA CGM OSIRIS 154 ألف طن 366 متر من سنغافورة إلى الإسكندرية
CMA CGM AQUILA 128 ألف طن
CMA CGM CALLISTO 128 ألف طن

من خلال مثل هذه المبادرات، يتجلى دور قناة السويس في تلبية احتياجات التجارة الدولية بشكل مبتكر، وتشجيع المزيد من السفن العملاقة على اختيار هذا المسار الملاحي الأهم عالميًا، ومع تعزيز الشراكات وإطلاق الحوافز الجاذبة، يبدو أن مستقبل قناة السويس يواصل استعادة تألقه لخدمة الأجيال القادمة بكل تأكيد.