أسعار الذهب عالميا تنتظر حسم الفيدرالي فهل نشهد تحركات قريبة

تأرجح أسعار الذهب عالميًا لم يعد أمرًا غريبًا على المستثمرين والمتابعين المهتمين بهذا المعدن النفيس، فبين صعود حاد في الأسعار وانخفاض طفيف، تبقى التوقعات دائمًا رهينة الأحداث الدولية وقرارات كبرى المؤسسات المالية، وفي مقدمتها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يحمل مفتاح الاستقرار أو التغيير للأسواق العالمية، مما يزعزع أو يعزز ثقة المستثمرين.

الذهب والاستعداد لقرارات الفيدرالي الأمريكي

أصبح الذهب عالميًا أحد أبرز مؤشرات الاستقرار المالي، خاصة أنه الملاذ الآمن في خضم الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، إذ شهد الجميع خلال الأيام الأخيرة حذرًا من المستثمرين مع اقتراب الكشف عن قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، فبقاء معدلات الفائدة كما هي قد يدعم نوعًا من الاستقرار النسبي، بينما احتمالية التغيير قد تشعل تقلبات غير متوقعة.
في المقابل، تأجج النزاع بين إيران والكيان الصهيوني مع تهديدات بتصعيد أكبر تدخل فيه الولايات المتحدة، ما ساهم في رفع الطلب على الذهب كخيار آمن، حيث تؤدي تلك الأزمات إلى ابتعاد الأسواق عن المخاطرة والتركيز على أصول أقل تقلبًا مثل الذهب.

انخفاض أسعار الذهب عالمياً وسط تراجع الطلب

خلال تداولات الأربعاء، سجلت أسعار الذهب عالمياً تراجعاً خفيفاً، إذ انخفضت الأونصة بنسبة 0.1% لتصل إلى مستوى 3370 دولارًا، إلا أن هذا المدى من الانخفاضات لا يزال محدوداً ضمن نطاق ضيق من التداول، وتفسر هذه الحركة الاستباقية للأحداث بأن الأسواق ببساطة تميل لمرحلة انتظار، حيث يترقب الجميع التصريحات التي سيدلي بها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب الإعلان عن قرار المؤسسة.
بالمقابل، تقارير بشأن احتمالية خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مستقبلاً، مدعومة بتراجع بيانات اقتصادية أمريكية مثل انخفاض مبيعات التجزئة، تغذي الارتباك، مما يحفز القلق لدى المستثمرين بين التمسك بالذهب أو المراهنة على أصول أخرى.

  • انخفاض حاد في مبيعات التجزئة الأمريكية بنسبة 0.9% في مايو.
  • مخاوف من تصعيد النزاعات الجيوسياسية تُعزز الإقبال على الذهب.
  • انتظار الأسواق لتصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتنبؤ بحركة مستقبلة للذهب.

لماذا قد يتراجع الذهب خلال الأشهر القادمة؟

رغم أن الذهب عالميًا يعتبر ملاذًا آمنًا، إلا أن العودة التدريجية للنمو الاقتصادي وتحسن معدلات الطلب على السلع الأخرى قد تضعف الحاجة لتداوله بأسعار مرتفعة، فقد أشارت إحدى الشركات المالية لتوقعات تراجع أسعار الذهب خلال النصف الثاني من العام القادم إلى نطاق يتراوح بين 2500 و2700 دولار للأونصة، نتيجة استقرار الأسواق وانحسار المخاوف.
مع ذلك، لا تزال هناك احتمالية نسبتها 60% لاستمرار الأسعار فوق 3000 دولار خلال الأشهر القليلة المقبلة، بفضل تدفق استثمارات جديدة إلى صناديق الذهب المدعومة، حيث أعلنت التقارير عن ارتفاع ملحوظ بوزن 21.7 طن ذهب في صناديق الاستثمار المتداولة خلال أسبوع واحد خلال يونيو، مما يشير إلى ارتباط وثيق بين الأزمات المؤقتة والإقبال على الذهب.

العامل المؤثر التأثير المتوقع
قرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة تقلبات الأسعار صعودًا أو هبوطًا بناءً على التصريحات
التوترات بين إيران والكيان الصهيوني زيادة الطلب كملاذ آمن
تحسن معدلات النمو العالمي تراجع في أسعار الذهب بسبب انخفاض الطلب

ليس من السهل التكهن بما قد يحدث في المستقبل القريب لأسعار الذهب عالميًا، فهي متأثرة بشكل مباشر بقرارات سياسية واقتصادية قد تبدو بعيدة عن السوق، لكن المستثمر الذكي يعرف كيف يراقب المؤشرات ويقرأ البيانات، فمعرفة المواعيد الحساسة كاجتماعات الفيدرالي الأمريكي وأداء الأسواق الأخرى يضعك دائمًا في قلب الحدث، هذه ليست مجرد أرقام تتداول، بل انعكاس لما يدور في العالم من تغيرات وتحولات قد تحملك أرباحًا استثنائية أو مخاطر تحتاج فيها للحذر الشديد.