أسعار الذهب تواصل الارتفاع مع انتظار قرار الفيدرالي الأمريكي المنتظر

تشهد أسواق الذهب تحركات لافتة في ظل التوترات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية المرتقبة، حيث سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في تداولات يوم الأربعاء، مدفوعة بحالة الترقب التي يعيشها المستثمرون بشأن قرارات الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بالسياسة النقدية، وذلك تزامنًا مع التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، مما يوضح دور العوامل الجيوسياسية والاقتصادية في رسم معالم أسواق المعادن النفيسة.

ارتفاع أسعار الذهب وتوجهات المستثمرين

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.16% لتصل إلى 3393.74 دولارًا للأونصة، مع تسجيل عقود الذهب الآجلة الأمريكية زيادة بنسبة 0.2% ليبلغ سعرها 3415.20 دولارًا للأونصة، هذه الأرقام تأتي في وقت يشهد فيه العالم حالة من الحذر والترقب بسبب تصاعد التوترات الإقليمية، واللافت أنه على الرغم من هذه الأحداث، فإن حجم التغييرات في الأسعار يبدو محدودًا، ما يشير إلى أن تأثير القرار المرتقب للفيدرالي الأمريكي لا يزال العامل الرئيسي الذي يحرك السوق حاليًا.

أما الفضة فقد شهدت بعض التراجع الطفيف بنسبة 0.1% لتصل إلى 37.22 دولارًا للأونصة، بينما ارتفعت أسعار البلاتين والبلاديوم لكل منهما بنسبة 0.3% لتصل إلى 1266.04 دولارًا و1054.63 دولارًا على التوالي، وهذا يعكس تذبذبًا في أداء المعادن النفيسة وفقًا لمدى تأثر كل منها بالطلب الصناعي أو استخدامها كأداة استثمار تحت ضغط حالة عدم اليقين.

التوتر بين إيران وإسرائيل يضغط على الأسواق

مع استمرار الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل لليوم السادس، يتزايد القلق الجيوسياسي، فقد شنت الدولتان هجمات متبادلة فجر الأربعاء، مما أشعل المخاوف من توسع النزاع في المنطقة، وفي محاولة للتعامل مع تلك التوترات، أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط عبر نشر المزيد من الطائرات الحربية، وإذا لم تجد هذه التطورات السياسية حلولاً قريبًا، فقد تدفع موجة القلق الحالية بعض المستثمرين للتوجه نحو الذهب كملاذ آمن لتعويض مستويات المخاطر المرتفعة.

الحرب الجيوسياسية غالبًا ما تؤثر في أسعار المعادن النفيسة من خلال زيادة الطلب عليها، ومع ذلك لا يمكن تجاهل أهمية انتظار رد فعل البنك الفيدرالي الأمريكي تجاه تلك التحديات العالمية عند تحديد معدلات الفائدة، مع انعكاس ذلك مباشرة على توجيه الاستثمارات بين الأصول المختلفة.

الاقتصاد الأمريكي وكبح الحماسة الاستهلاكية

في سياق آخر، أظهرت بيانات رسمية أن مبيعات التجزئة الأمريكية سجلت انخفاضًا ملحوظًا فاق التوقعات في شهر مايو، حيث ساهم تراجع شراء السيارات بشكل خاص في هذه النتيجة السلبية، هذا الانخفاض قد يكون دليلاً على تراجع الثقة لدى المستهلكين بسبب القلق المتزايد من تأثير الرسوم الجمركية والمناخ الاقتصادي غير المستقر، مما يضيف أعباء على الاقتصاد الأمريكي وسط حالة من عدم اليقين حول تطورات السياسة النقدية وتأثيراتها المحتملة على الأسواق.

لعوامل مثل تراجع الإنفاق الاستهلاكي دور كبير في التأثير على قرارات الفيدرالي بشأن معدلات الفائدة، إذ أنه من المنتظر أن يبقي البنك على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه الأخير، خاصة وأن الأسواق المالية تترقب هذا القرار بحذر شديد، بينما تستمر المشكلات السياسية والاقتصادية الكبرى في تطويق الانفراجات المتوقعة.

اختلاف مسارات المعادن النفيسة

لا يمكن تجاهل الأدوار المختلفة التي تلعبها المعادن النفيسة سواءً من خلال الطلب الصناعي أو كأدوات استثمارية، حيث يتأثر سعر الذهب بشكل مباشر بالعوامل الجيوسياسية والتوترات العالمية، بينما تعتمد الفضة بشكل أكبر على حركات العرض والطلب الصناعي، هنا يظهر الفرق الواضح عن البلاتين والبلاديوم، اللذين يستخدمان بكثرة في التطبيقات الصناعية، مثل السيارات وتقنيات الانبعاثات النظيفة.

​

بناءً على ما سبق، تقدم المعادن النفيسة فرصًا استثمارية متنوعة وفقًا لطبيعتها واستخداماتها المختلفة، وربما يدفع هذا المستثمرين إلى إعادة صياغة خططهم استنادًا إلى المتغيرات الأخيرة، مما يجعل متابعة الأسواق عن كثب أمرًا ضروريًا للتكيف مع هذه الديناميكيات المتغيرة باستمرار.