استقرار أسعار الذهب بانتظار ما سيعلنه الاحتياطي الفيدرالي قريبا

شهدت أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا خلال التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء، حيث يميل المستثمرون إلى التحفظ في اتخاذ قراراتهم قبل الإعلان عن سياسات “الاحتياطي الفيدرالي”. تزامن ذلك مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، ما أثر بشكل واضح على المناخ الاقتصادي العالمي. سعر الذهب بدا متماسكًا عند حاجز 3388.04 دولار للأوقية، وهو ما انعكس أيضًا على العقود الآجلة التي سجلت 3406.50 دولار.

أسباب استقرار أسعار الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية

يلعب الذهب دورًا رئيسيًا كملاذ آمن، خاصة في فترات التوتر السياسي والاقتصادي. الصراع بين إيران وإسرائيل شهد تصاعدًا لافتًا مؤخرًا مع هجمات متبادلة بين الطرفين، ما أدى إلى اضطراب الأسواق. كما أعلنت الولايات المتحدة عن تعزيز وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي زاد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين. إلا أن هذا الاستقرار النسبي في أسعار الذهب يُعزى إلى انتظار المستثمرين لما سيُعلنه “الاحتياطي الفيدرالي” حول السياسة النقدية وسعر الفائدة.

البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة كانت عاملاً إضافيًا في تعزيز حالة الترقب. إذ أظهرت تقارير انخفاضًا ملحوظًا في مبيعات التجزئة، بجانب تباطؤ واضح في قطاعات الإسكان والإنتاج الصناعي، ما يجعل الأسواق تترقب خطوات جديدة لدعم الاقتصاد، قد تشمل تخفيض أسعار الفائدة مستقبلاً.

توقعات المحللين تجاه أسعار الذهب

بحسب توقعات حديثة لمنصة “غولدمان ساكس”، فإن أسعار الذهب قد تشهد قفزات كبيرة على المدى الطويل. تعود هذه التوقعات إلى ازدياد معدلات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية وتخفيضات سعر الفائدة المستقبلية. من المتوقع أن يصل سعر الأوقية إلى 3700 دولار بحلول نهاية عام 2025، مع إمكانية تخطي حاجز 4000 دولار بحلول منتصف 2026. هذه التقديرات تستند إلى عوامل مثل الطلب المرتفع من صناديق الاستثمار المتداولة والدعم المستمر الذي تلقاه الحيازات في السوق العالمي.

من جانب آخر، أوضح صندوق “SPDR Gold Trust”، الذي يُعتبر الأكبر عالميًا في الاستثمار المدعوم بالذهب، أن حيازاته ارتفعت بنسبة 0.43% لتصل إلى 945.94 طنًا، ما يدل على استمرار ثقة المستثمرين العالميين في الذهب كأحد أهم أدوات التحوط ضد تقلبات الأسواق.

كيف تتأثر المعادن الأخرى بأسعار الذهب؟

يبدو أن التحركات في سوق الذهب تنعكس بشكل واضح على باقي المعادن الثمينة. فعلى سبيل المثال:

  • تراجع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 37.22 دولار للأوقية.
  • شهد البلاتين ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.3%، مسجلًا 1266.04 دولار للأوقية.
  • ارتفع البلاديوم أيضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 1054.63 دولار.

رغم هذا التغير الطفيف في أسعار المعادن الأخرى، يبقى الذهب هو المؤشر الأساسي الذي يراقبه المستثمرون لتحديد اتجاهات السوق. غالبًا ما تستخدم المعادن الأخرى كمكملات استثمارية لتقليل المخاطر وتنويع المحفظة الاستثمارية.

المعدن السعر الحالي (دولار) التغير %
الذهب 3388.04 مستقر
الفضة 37.22 -0.1%
البلاتين 1266.04 +0.3%
البلاديوم 1054.63 +0.3%

بينما الأسواق تترقب قرار “الاحتياطي الفيدرالي”، يبدو أن الجميع بانتظار رؤية كيف ستتغير الصورة الكبرى. هل سيُبقي البنك على أسعار الفائدة كما هي أم سيتبنى تخفيضًا جديدًا لدعم الاقتصاد؟ لا شك أن هذه القرارات ستلعب دورًا بارزًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب والمعادن الثمينة الأخرى.