ما حكم الإقامة للصلاة إذا تمت بصيغة الأذان؟

الحديث عن أحكام الصلاة دائمًا ما يحمل في طياته فائدة عظيمة للمسلمين، حيث يتجلى فيها عمق الالتزام بمقاصد الشريعة ورغبة الناس في أداء هذا الركن العظيم بالشكل الذي يرضي الله عز وجل. وفيما يخص حكم الإقامة للصلاة بصيغة الأذان، يُثار سؤالٌ حول مشروعية ترديد الألفاظ في الإقامة مرتين مثل الأذان، مع إضافة عبارة “قد قامت الصلاة”.

حكم الإقامة للصلاة بصيغة الأذان

يحمل هذا السؤال أهمية خاصة لأنه يتعلق بأحد الشعائر اليومية في حياة المسلم. وضّح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الإقامة بهذه الصيغة صحيحة تمامًا من الناحية الشرعية، وهي من الصيغ التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في الحديث الذي رواه عبد الله بن زيد رضي الله عنه، ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الأذان والإقامة شَفعًا شَفعًا، أي تُكرر الألفاظ، مع إضافة جملة “قد قامت الصلاة” بعد “حي على الفلاح”.

بهذا تأكد أن الإقامة بهذه الطريقة تُعتبر صوابًا وفقًا لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتندرج ضمن المرونة التي أعطتها الشريعة فيما يتعلق بالصيغ الواردة للأذان والإقامة.

مواقيت الصلاة في مصر اليوم

لتيسير متابعة أوقات الصلاة في مختلف المحافظات، يمكنكم الاطلاع على مواقيت الصلاة في مصر لهذا اليوم 18 يونيو:

ما حكم صلاة المأموم منفردًا خلف الصف؟

قد يحدث أحيانًا أن يصل المسلم إلى الجماعة ليجد المسجد ممتلئًا أو المساحة المتاحة محدودة، فيسأل عن صحة صلاته إذا صلى منفردًا خلف الصف. أجابت دار الإفتاء المصرية بأن الصلاة في هذه الحالة صحيحة، ولا يترتب على المأموم أي خطأ إذا اضطر لذلك بسبب ضيق المكان أو امتلاء الصفوف.

السنة تقتضي أن يقف المأموم على يمين الإمام إذا كان فردًا، ولكن إذا تعذر ذلك، يجوز الصلاة خلف الإمام منفردًا بشرط وجود العذر. كما أن للمأموم الحق في جذب أحد المصلين ليصطف معه إذا توقع أن يستجيب له دون ضرر أو تشويش. وأوضحت الفتوى أن صلاة الجماعة تُعتبر صحيحة بشرطين أساسيين: وجود الإمام وانعقاد نية الائتمام به، وهذا متحقق حتى في الحالات التي يقف فيها المأموم منفردًا إذا استدعت الظروف ذلك.

توصيات لترتيب الجماعة وتنظيم الصفوف

لتجنب الوقوع في هذه المواقف، يفضل مراعاة النقاط التالية أثناء الصلاة جماعة:

• ترك مساحة مناسبة في الصفوف لاستيعاب جميع المصلين
• تحقيق اصطفاف متوازن خلف الإمام وفق السنة
• تذكير الجماعة بأهمية سد الفُرَج وترك المجال للمأمومين الواصلين متأخرًا
• تواجد الإمام في مركز الصف لتيسير التنظيم وتحقيق التجانس

فالاهتمام بتنظيم الجماعة يعكس روح التعاون وترابط المسلمين أثناء العبادة، مما يعزز القيم الإسلامية العظيمة.

ختامًا، سواء كان الحديث عن صيغة الإقامة أو أحكام الوقوف في الصلاة، تظل الشريعة الإسلامية مرنة راجية التيسير لا التعسير، وفي ذلك مثل جميل على الوسطية التي يعتمدها الإسلام دائمًا. يمكنكم الاطلاع على المزيد من الفتاوى الهامة داخل موقع دار الإفتاء المصرية.