زيدان يقترب هل يعود جيل 98 لقيادة منتخب فرنسا من جديد

في أحد مشاهد كرة القدم التي تتجلى فيها الروابط الإنسانية والبريق الرياضي، ما زلنا نتذكر تلك اللحظة التي رفع فيها كريستوف دوغاري كأس العالم مع لاعبين عمالقة مثل روبير بيريس وزين الدين زيدان وغيرهم، في مرسيليا عام 1998، الحدث لم يكن مجرد تتويج رياضي، بل كان شهادة على جيل ذهبي مبدع، ولوران بلان، أحد رموزه، أضاف بصمته في مسيرته التدريبية وأبدى ترحيبه مؤخرًا بخلافة زيدان لمنصبه في تدريب المنتخب الفرنسي.

لوران بلان يدعم زيدان لتولي منتخب فرنسا

يرى لوران بلان، الذي قاد المنتخب الفرنسي كمدرب في الفترة بين 2010 و2012، أن زميله السابق زين الدين زيدان هو الرجل المناسب لتولي المسؤولية بعد ديدييه ديشان، تصريحات بلان جاءت في حوار مع صحيفة “لو باريزيان”، حيث أشار إلى أن زيدان يمتلك كل المقومات ليصبح قائد الديوك بعد عام 2026، وأوضح أنه بغض النظر عن هوية المدرب، يبقى اللاعبون هم الأساس في رسم نجاح أي فريق.

بلان ليس المرشح لخلافة ديشان، فالأخير سيظل على رأس الجهاز الفني للمنتخب الفرنسي حتى نهاية كأس العالم القادمة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ومع ذلك، يبدو أن فكرة زيدان تحظى بدعم كبير داخل الأوساط الرياضية الفرنسية.

ديدييه ديشان… إرث مدرب فاز بكل شيء

ديدييه ديشان الذي يقود المنتخب الفرنسي منذ عام 2012، صنع تاريخًا لامعًا باسمه سواء كلاعب أو مدرب، فقد توج بالعديد من النجاحات وأبرزها الفوز بكأس العالم 2018 بعد مشوار مليء بالتحديات، كما تمكن من الوصول إلى نهائي كأس العالم 2022، لكنه خسر أمام الأرجنتين بركلات الترجيح في مباراة كانت ملحمية بكل المقاييس.

حتى الآن، ينضم ديشان إلى قافلة صغيرة جدًا من المدربين الذين استطاعوا تحقيق كأس العالم كلاعبين ومدربين، هؤلاء هم البرازيلي ماريو زاغالو والألماني فرانتز بيكنباور، يبدو أن ديشان لا ينافس فقط على الإنجازات، ولكنه يترك إرثًا يُذكَر على مر الأجيال.

منذ 1998… تغييرات متتالية في قيادة المنتخب الفرنسي

مرت قيادة المنتخب الفرنسي بمحطات تدريبية متنوعة منذ عام 1998، ولكل مدرب أثره الخاص وإسهاماته، وفيما يلي قائمة بالمدربين الذين أشرفوا على “الديك الفرنسي” منذ تتويجه الأول بكأس العالم:

هذه الأسماء على مدار العقدين الأخيرين لعبت دورًا جوهريًا، حيث شهدت فترات متفاوتة من التألق والهبوط، ولكن بلا شك ديشان كان الأكثر تأثيرًا ونجاحًا.

• روجيه لومير كان حاضرًا في بداية الرحلة بعد التتويج الأول.
• جاك سانتيني حاول البناء على هذا النجاح القصير الأمد.
• ريمون دومينيك واجه تحديات كبيرة خاصة في منافسات كأس العالم 2010.
• لوران بلان قدم أداءً واعدًا لكنه لم يستمر طويلًا.
• ديدييه ديشان، حيث صنع تاريخًا حافلًا للأمة الفرنسية.

زيزو، كما يلقب زين الدين زيدان، يبدو إلى حد كبير الخليفة الطبيعي لدور ديشان، خاصةً مع سجل تدريبي حافل رفقة ريال مدريد، ومع خبرته وشخصيته القيادية، قد يبدو هو المرشح الأقرب لقيادة فرنسا نحو أمجاد جديدة.

كرة القدم ليست فقط لعبة ولكنها عالم مليء بالمفاجآت والتحديات، اختيار المدرب القادم للمنتخب الفرنسي بعد نهاية حقبة ديشان ليس مجرد قرار رياضي، بل هو قرار يخص الملايين في فرنسا الذين يعيشون شغف اللعبة بكل تفاصيلها، حديث الأسماء الكبيرة مثل بلان وزيدان، ودعم ديشان لهذه الفكرة يجعل الجماهير تتطلع بشوق لما سيجلب المستقبل للديك الفرنسي.