قبل مونديال 2026 الولايات المتحدة وكندا والمكسيك تستعد لحدث عالمي مميز

كأس العالم 2026 على الأبواب، والكل يترقب هذه النسخة التي ستكون الأكبر والأكثر استثنائية في تاريخ البطولة. لأول مرة ستُقام البطولة بتنظيم مشترك بين ثلاث دول: الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك، وستشهد مشاركة 48 منتخبًا، ما يجعلها علامة فارقة في تطور كرة القدم عالميًا. مع هذا الحدث الرياضي الكبير، تزداد الأسئلة والتوقعات حول التنظيم ومستوى المنافسة وحتى تأثير السياسات الدولية عليها.

كأس العالم 2026: 48 منتخبًا وآمال عريضة

يشهد مونديال 2026 نقلة نوعية بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة، وهو ما يعني زيادة كبيرة في حجم المنافسة وعدد المباريات التي ستصل إلى 104 مباراة. تم تقسيم الفرق إلى 12 مجموعة، يتأهل منها فريقان من كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل ثمانية فرق احتلت المركز الثالث، لتشكيل الدور الـ 32. هذا النظام يضيف المزيد من الإثارة، ولكنه يطرح تساؤلات حول قدرة المنتخبات الصغيرة على تقديم مستويات تنافسية.

من جانب آخر، تمتلك النسخة الـ23 كافة المقومات لتنظيم مثالي، حيث اختيرت الملاعب بعناية، منها ملعب أزتيكا في المكسيك وملعب سوفي في لوس أنجلوس. ومن المقرر أن يُقام النهائي في ملعب ميتلايف بنيوجيرسي، الذي يتسع لـ 82,500 متفرج، لتصبح نهاية البطولة مشهداً رياضياً فريداً.

التحديات السياسية والتنظيمية في مونديال 2026

رغم الحماس المُحيط بالبطولة، إلا أن السياسة تلقي بظلالها على الأجواء. الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي جمعته علاقة مع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، أثار جدلاً بسياساته تجاه الهجرة وبعض الدول المشاركة في البطولة. ورغم تأكيدات إنفانتينو بأن الولايات المتحدة ستفتح أبوابها للجميع خلال الحدث، تظل مخاوف الجماهير والمراقبين قائمة بشأن سهولة توفير التأشيرات، خاصة في ظل أوقات الانتظار الطويلة الحالية للحصول عليها.

وفقًا لتصريحات وزير الخارجية الأميركي، قد تضطر السفارات للعمل بنظام الدوام المُضاعف لتسريع إجراءات منح التأشيرات. كولومبيا مثلاً تواجه حالياً مشكلة انتظار تصل إلى 15 شهرًا، الأمر الذي يهدد حضور المشجعين في الوقت المناسب لمتابعة المونديال. هذا الملف تترقبه الجماهير بحذر، فالتأشيرات ستحدد مدى قدرة العالم على التفاعل مع هذا العرس الكروي الضخم.

تكاليف الحضور وأسعار التذاكر غير المسبوقة

مسألة أخرى تُثير القلق هي التكاليف المرتفعة لحضور البطولة، خاصة مع تطبيق الفيفا لتقنية التسعير الديناميكي في بيع التذاكر. تعمل هذه التقنية على رفع الأسعار بناءً على حجم الطلب، وهو ما يعني احتمالية إنفاق المشجعين آلاف الدولارات للحصول على تذاكر المباريات الهامة. مدير رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا، رونان إيفين، وصف هذه الخطوة بأنها استغلال لولاء الجمهور، مشيرًا إلى أن كرة القدم ليست مكانًا مناسبًا لاعتماد مثل هذه السياسات التجارية الصارمة.

إليكم مقارنة مختصرة بين عدد المباريات وعدد المشاركين في النسخ الأخيرة والنسخة المقبلة:

• عدد المباريات سيزداد بنحو 40 مباراة مقارنة بالنسخ السابقة.
• توسيع المشاركة يعزز حضور المنتخبات الأقل خبرة.
• تحديات لوجستية كبرى في ظل تنظيم البطولة في ثلاث دول.

ورغم تلك التحديات، يتوقع الفيفا إيرادات هائلة تصل إلى 11 مليار دولار من البطولة، ما يعكس حجم الترقب والإقبال الجماهيري المتوقع. هذا ليس بالأمر المستغرب، خاصة وأن نسخة 1994 في الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بأعلى معدل حضور جماهيري في تاريخ كأس العالم بمتوسط بلغ 68,600 مشجع لكل مباراة.

يبقى مونديال 2026 بمثابة فرصة ذهبية لكرة القدم لتوسيع قاعدة شعبية اللعبة وتقديم صورة جديدة عن حجم الجهد المبذول في تنظيم حدث بمثل هذا الحجم. والشغف العالمي ينتظر لحظة الصافرة الأولى. هل ستكون هذه النسخة بمستوى التطلعات؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.