دور المرأة في المشروعات الكبيرة والمتوسطة كيف يدعم مؤتمر رائدات الأعمال

ترسيخ مكانة المرأة في مجال الأعمال لم يعد مجرد شعار، بل بات واقعًا ملموسًا نتيجة جهود مخلصة ومبادرات قوية، وهذا يتجسد في مؤتمر “المرأة في المشروعات الكبيرة والمتوسطة Women in MLE”. هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة كونه منصة تدعم المرأة اقتصاديًا وتساعدها في إقامة مشاريعها أو تطوير القائم منها، بالتعاون مع جهات دولية ووطنية لتحقيق أهداف ريادة الأعمال والتمكين الشامل.

المرأة في المشروعات الكبيرة والمتوسطة: دور فعال لتحقيق الاستدامة

جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر يُظهر التزامه بدعم المرأة المصرية من خلال تقديم تسهيلات عدة تُمكّنها من اقتحام عالم الأعمال. باسل رحمي، الرئيس التنفيذي للجهاز، أكد أن الهدف الأساسي لا يقتصر على تمكين النساء فحسب، بل يتضمن مساعدتهن في توفير فرص عمل مستقرة لهن وللآخرين، وهو ما يعود بالنفع على الأسر والمجتمع ككل. المرأة، من خلال هذا الدعم، ليست فقط طرفًا مستفيدًا، بل تُصبح عاملًا محوريًا في تحسين الاقتصاد المحلي، مما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة.

إلى جانب تقديم التمويل والتدريب، يعمل الجهاز على تنظيم فعاليات مثل مؤتمر “المرأة في المشروعات الكبيرة والمتوسطة”، الذي يتيح تبادل الخبرات واستعراض قصص النجاح. هذه الفعالية تُرسّخ أيضًا أهمية دمج النوع الاجتماعي في جميع المشاريع الوطنية، في خطوة تعزز رؤية مصر 2030 نحو مستقبل أكثر شمولًا.

فعاليات تدعم رائدات الأعمال: تعاون متعدد الأطراف

منى مراد، وهي العقل المدبر وراء CEO Women Business Club، تحرص دائمًا على إيجاد فرص دعم جديدة للنساء، وتؤكد أن المؤتمر فرصة للنهوض بالقيادات النسائية في مجال المال والأعمال. المبادرات التي تُقام في إطار النادي تُعزز القيادة النسائية على المستوى العالمي، وليس فقط في مصر. ويشارك في هذه الفعالية شركات عالمية مثل Alcatel-Lucent Enterprise ومؤسسات أكاديمية مثل الجامعة الأمريكية في القاهرة، مما يُثري الحدث ويُقدم منصة للتعاون بين القطاعين الخاص والعام.

من أبرز النقاط التي تمت مناقشتها في الفعالية، أهمية التحول الرقمي في بيئة الأعمال وضرورة تسخير التكنولوجيا لخدمة المشاريع النسائية، خاصة في المرحلة الحالية التي تتسم بسرعة التطور. رؤية المؤتمر تدعم نهجًا مستدامًا يُعزز من الاعتراف بدور المرأة في ريادة الأعمال كأحد أركان التغيير المجتمعي والاقتصادي.

التكامل بين التكنولوجيا وريادة الأعمال النسائية

شركة Alcatel-Lucent Enterprise بكونها الراعي الرسمي للمؤتمر قدمت رؤية متميزة حول الارتباط بين التكنولوجيا والاستثمارات التي تقودها المرأة. وقد صرّحت ساندرين الخضري، النائب التنفيذي للشركة، بأن التكنولوجيا هي المفتاح للابتكار والشمولية. المبادرات التكنولوجية لا تقف عند حدود تحسين كفاءة الأعمال فقط، بل تُساعد على خلق بيئة مستدامة وشمولية تقودها نساء قادرات على التغيير.

لعلوم التكنولوجيا أيضًا دور رئيسي في تحويل الشركات المتوسطة والصغيرة إلى كيانات كبيرة ذات نجاح ملموس. فيما يلي بعض الخطوات التي تكشف كيف يمكن للمرأة تبني التكنولوجيا لتعزيز مشاريعها:

• استثمار أدوات التحليل الرقمي لمعرفة توجهات السوق واتخاذ قرارات مدروسة.
• استخدام الحلول السحابية لتقليل التكاليف التشغيلية وتحسين الكفاءة.
• دمج منصات التواصل الاجتماعي في استراتيجيات التسويق لتوسيع قاعدة العملاء.
• تعزيز الأمن السيبراني لحماية الأعمال من الهجمات الإلكترونية.

التعاون بين الأطراف المشاركة لم يقتصر فقط على انعقاد المؤتمر، بل شكل نموذجًا يمكن البناء عليه لدفع سياسات جديدة تدعم التوازن بين النوعين وتعزز مشاركة المرأة بنسبة أكبر في الأعمال. هذا النوع من الفعاليات يُبرز كيف يمكن توحيد الجهود بين المؤسسات العامة والخاصة لخلق مجتمع داعم للمرأة بطريقة فعالة ومثمرة.

إن الطريق نحو تمكين المرأة عبر المشروعات الكبيرة والمتوسطة لا يزال مليئًا بالفرص، ومع وجود مثل هذه المبادرات الرائدة، يمكن أن تكون النساء هن النواة الأساسية لتحولات اقتصادية واجتماعية هامة، متى ما توفرت لهن البيئة المناسبة والإمكانات المطلوبة.