هل ينجح “المشاغب” جاتوزو في إعادة ترتيب ما أفسده الآخرون

شهد المنتخب الإيطالي لكرة القدم بداية محبطة في تصفيات كأس العالم 2026، ما أحدث موجة من الانتقادات والقلق بين عشاق الكرة الإيطالية، خاصة بعد الفشل في التأهل للنسختين السابقتين من البطولة. جاءت صدمة الجماهير عقب هزيمة ثقيلة أمام النرويج بنتيجة 0-3، تبعتها مباراة أقل إقناعًا انتهت بفوز هزيل على مولدوفا 2-0، ما وضع المزيد من الضغط على إدارة المنتخب.

خسارة النرويج والرحيل السريع لسباليتي

الخسارة الكبيرة أمام منتخب النرويج، بقيادة النجم إيرلينغ هالاند، دفعت الاتحاد الإيطالي إلى إقالة المدرب لوتشيانو سباليتي، الذي بدا عاجزًا عن تقديم الإضافة المطلوبة. نسبة فوزه مع المنتخب لم تتعدَّ 50٪، وهي علامة تدل على مشاكل واضحة في الاستراتيجية الفنية. القرار جاء بعد مقارنة سجله التدريبي بمدربين سابقين مثل تشيزاري برانديللي، ليظهر سباليتي كثاني أسوأ مدرب في تاريخ المنتخب من حيث النتائج. لهذه الأسباب، سارع الاتحاد الإيطالي بالبحث عن شخصية أكثر قدرة على ضبط الأمور وإعادة هيبة الآزوري.

جاتوزو على رأس القيادة الجديدة للآزوري

بعد الأخذ في الاعتبار التحديات الحالية، وقع اختيار الاتحاد الإيطالي على جينارو جاتوزو، اللاعب الدولي السابق والمدرب الشاب الذي يحمل سمعة قتالية وروحًا قيادية. يأتي هذا القرار بعد استبعاد أسماء أخرى مرشحة مثل كلاوديو رانييري ونون سانتو. اختيار جاتوزو يعكس التوجه نحو تجديد الدماء والاعتماد على أفكار حديثة تناسب المرحلة. الاتحاد الإيطالي يرى أن شخصية جاتوزو الكاريزمية وخبرته كمدرب للفرق الكبرى مثل ميلان ونابولي قادرة على تحفيز اللاعبين وبناء فريق قوي بتشكيلة متوازنة تجمع بين الشباب والخبرة.

  • أبرز محطات جاتوزو التدريبية: قاد نابولي لتحقيق كأس إيطاليا عام 2020
  • عمل مع أندية كبرى كفالنسيا وأولمبيك مارسيليا
  • تميز بأسلوب لعب يعتمد على الانضباط والتوازن التكتيكي

تاريخ الأسماء اللامعة في كواليس تدريب الآزوري

مسيرة المنتخب الإيطالي تضم قائمة مشرفة من المدربين الذين تركوا بصماتهم على مدار العقود. أبرزهم فيتوريو بوتزو، الذي قاد إيطاليا للتتويج بأول بطولتين في تاريخها بكأس العالم عامي 1934 و1938. ومن ثم جاء إنزو بيرزوت ليحقق مع الفريق أهم لحظة مجد في مونديال 1982، بينما كان مارتشيلو ليبي هو مهندس الإنجاز الباهر في مونديال 2006 بألمانيا. الأسماء الأخرى التي رافقت الأزوري في مراحل مختلفة أثرت أيضًا على تطور الهوية التكتيكية الإيطالية، من أمثال أريغو ساكي ودينو زوف.

اسم المدرب الفترة الإنجازات
فيتوريو بوتزو 1912–1948 بطولة كأس العالم 1934 و1938
إنزو بيرزوت 1975–1986 كأس العالم 1982
مارتشيلو ليبي 2004–2006 كأس العالم 2006

المدربون الأجانب في قيادة المنتخب الإيطالي

رغم أن المنتخب الإيطالي يعكس بوضوح هوية الكرة المحلية، فقد شهد تاريخه القصير نسبيًا تجربة ثلاثة مدربين أجانب فقط. أبرز هؤلاء كان المجري بيلا غوتمان عام 1953، المعروف بفلسفته الثورية في التدريب. السويدي نيلس ليدهولم تولى المهمة مرتين، وعُرف بإسهاماته الكبيرة في تطوير التكتيكات الإيطالية. وعلى الرغم من قلة هذه المحاولات، إلا أن الطابع المحلي طغى بشكل واضح على اختيار مدربي الأزوري.

الجماهير الإيطالية تنتظر الآن بشوق انطلاقة جديدة للمنتخب تحت قيادة جاتوزو، في أمل كبير لاستعادة المجد الذي طال انتظاره. ربما تكون الخطوة التالية المتمثلة في العمل بكل قوة وثبات ضمن التصفيات هي الحافز الحقيقي لتغيير مسار الفريق. إذا كنت من عشاق الكرة الإيطالية، فقُم بمتابعة مقالاتنا الأخرى حول اللحظات الذهبية في تاريخ المنتخب الإيطالي والمواهب الصاعدة القادرة على صناعة الفارق.