«صدمة كبيرة» ارتفاع أجور نقل المسافرين بين المدن اليمنية لهذا السبب

ارتفاع أسعار مقاعد السفر بين المحافظات اليمنية جعل العديد من المواطنين يشعرون بالضيق، حيث تأثرت قدرتهم على التنقل بحرية بسبب زيادة تكاليف المواصلات، وهذا الارتفاع بدأ بوضوح منذ بداية هذا العام وما زال مستمرًا حتى الآن

ارتفاع أسعار الأجرة وتأثير المشتقات النفطية

زاد سعر مقاعد السفر داخل اليمن بشكل ملحوظ، ويُعزى السبب الأول لذلك إلى زيادة أسعار المشتقات النفطية، وفقًا لما أكده السائق وحيد الكازمي، الذي أشار إلى أن سعر السفر من عدن إلى المخا، على سبيل المثال، ارتفع من 12 ألف ريال يمني في يناير إلى 18 ألف ريال حاليًا، وارتفاع أسعار الوقود كان عاملًا أساسيًا، حيث زادت تكلفة صفيحة البترول سعة 20 لترًا من 28 ألف ريال في يناير إلى ما بين 32 و35 ألف ريال الآن، هذا الارتفاع وضع ضغطًا مباشرًا على سائقي الأجرة وأدى إلى انعكاسه على أسعار التذاكر.

مقارنة أسعار مقاعد السفر بين المدن

تختلف تكلفة التنقل بين مدينة وأخرى بشكل كبير، ويعتمد ذلك على المسافة وتكلفة الوقود، على سبيل المثال:

• من عدن إلى تعز: ارتفع سعر المقعد من 14 ألف ريال إلى 18 ألف ريال
• من عدن إلى مأرب: بلغت تكلفة السفر حاليًا 50 ألف ريال، مقارنة بـ42 ألف ريال في يناير
• من صنعاء إلى عدن: أصبح السعر 18 ألف ريال للنقد القديم، ما يعادل 82 ألف ريال بالنقد الجديد

هذا يوضح أن التأثير لم يعم مدينة واحدة فحسب، بل شمل معظم المحافظات اليمنية، مع تباين التأثير بناءً على عوامل متعددة تتعلق بالبُعد وعدد نقاط التوقف وتكلفة المشتقات النفطية.

العلاقة بين أزمة الاقتصاد وأسعار التنقل

تعاني العملة الوطنية في اليمن من ضغوط مستمرة، حيث انخفضت قيمتها بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة، فحتى مطلع هذا العام كان سعر الدولار الأمريكي الواحد يعادل 2070 ريالًا يمنيًا، ووصل سعره حاليًا إلى 2660 ريالًا، هذا التراجع أثر على أسعار جميع الخدمات، بما في ذلك التنقل، وأكد تقرير أممي أن الريال اليمني فقد أكثر من نصف قيمته، بنسبة 54% منذ توقف تصدير النفط في أكتوبر 2022، وهذا التدهور الاقتصادي جعل زيادة تكلفة السفر أمرًا لا مفر منه.

تلك الأرقام تمثل تكلفة يُصعب تحملها للكثير من اليمنيين، لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي الراهن وتراجع مستوى المعيشة بشكل عام، مما يجعل التنقل مهمة باهظة الثمن للعديد من الأسر.

في المجمل، فإن ارتفاع أسعار مقاعد السفر بين المحافظات يعكس أمورًا أعمق؛ من أزمات اقتصادية إلى تأثير ارتفاع أسعار الوقود المحلي وتدهور العملة الوطنية، الأمر الذي يزيد من الأعباء على المواطنين ويحد من خياراتهم التنقلية.