«صدمة الأسواق» الدولار أمام الجنيه لماذا تراجع رغم تصاعد حرب إسرائيل

تراجع الدولار أمام الجنيه المصري في تطور ملحوظ خلال تعاملات اليوم نتيجة عوامل متعددة ومؤثرة، حيث شهد السعر انخفاضًا بقيمة تتراوح ما بين 23 و34 قرشًا مقارنة بالمستوى الذي بلغه في بداية التعاملات، وذلك عقب صعوده الملحوظ أمس ليقترب من 51 جنيهًا بسبب التصعيد الإقليمي بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي جذب اهتمام العديد من المتابعين للاقتصاد المصري.

سعر الدولار اليوم في البنوك المصرية

يعكس سعر الدولار اليوم تفاوتًا كبيرًا بين البنوك المصرية المختلفة، إذ سجّل سعر العملة الأمريكية أدنى مستوياته في بنك فيصل الإسلامي بواقع 50.16 جنيه للشراء، و50.26 جنيه للبيع، بينما تراوح السعر الأعلى في مصرف أبو ظبي الإسلامي عند 50.67 جنيه للشراء و50.77 جنيه للبيع، أما البنوك مثل البنك الأهلي المصري وبنك القاهرة فقد تراوح السعر فيها بين 51.20 جنيه للشراء و51.30 جنيه للبيع، ويأتي بنك CIB وبنك الإسكندرية في نفس الإطار السعري.

فيما يلي جدول يوضح أبرز أسعار الدولار في البنوك الكبرى:

هذا التذبذب في السعر يعكس التغيرات اليومية التي يعيشها سوق العملات في ضوء الأحداث الإقليمية والتحركات المالية الكبيرة.

العوامل التي أدت إلى تراجع الدولار

يرجع الخبير المصرفي عز الدين حسانين تراجع الدولار إلى أسباب رئيسية، أهمها توقف الطلب المتزايد على العملة من قبل المستثمرين الأجانب في أدوات الدين المصرية، إذ شهدت السوق موجة بيع قوية من قبل هؤلاء المستثمرين يوم أمس بمبالغ تجاوزت نصف مليار دولار، ما أدى إلى ارتفاع السعر مؤقتًا قبل أن يتراجع نتيجة تراجع الطلب، كما تشكل الأموال الساخنة وتحركاتها الكبرى ضغطًا على استقرار العملة بين الصعود والهبوط.

إضافة إلى ذلك، فإن الحديث عن التأثير الواضح للصراعات السياسية، مثل التوتر بين إسرائيل وإيران، أصبح من العوامل المؤثرة، حيث تؤثر الأحداث الإقليمية سلبًا على توجهات المستثمرين وتتسبب في تغييرات ملحوظة في السوق المصرية، وقد تكون هذه التقلبات دافعًا لبعض المستثمرين لسحب استثماراتهم من أدوات الدين المحلية.

التوقعات المستقبلية لسعر الدولار

بحسب تحليل الخبراء الماليين، فإن التوقعات تشير إلى استقرار نسبي لسعر الدولار، إذ لن يشهد انفلاتًا مبالغًا فيه كما يتخوف البعض، حيث يتراوح السعر الحالي بين 48 و52 جنيهًا، ويُعزى ذلك إلى التدفقات النقدية الإيجابية التي تدخل سوق العملة نتيجة لتحويلات المصريين العاملين بالخارج، فقد شهدت هذه التحويلات قفزة كبيرة مؤخرًا، حيث بلغت 26.4 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الممتدة من يوليو 2024 إلى مارس 2025، مقارنة بـ 14.4 مليار دولار للفترة نفسها في العام السابق.

ويساهم هذا التدفق المستمر للعملة الأجنبية في تعزيز احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري مما يدعم الوضع المالي القومي ويساهم في تخفيف حدة التقلبات في الأسواق، إلى جانب تقديم سيولة إضافية تغطي عدداً كبيراً من الاحتياجات الدولارية.

• تأثير تحويلات المصريين بالخارج في توفير السيولة الدولارية
• دور الاستثمارات الأجنبية في استقرار أو اضطراب السوق
• انعكاس الأوضاع الجيوسياسية على التوجهات الاستثمارية
• أهمية الحفاظ على تدفق الاستثمارات طويلة الأجل لدعم الجنيه المصري

إجمالًا، يعكس هذا المشهد التوازنات الدقيقة التي تحرك السوق المصرية وتحدد اتجاه أسعار العملات، فيما يبقى التأثير الرئيسي للعوامل الإقليمية والسياسية إلى جانب تدفقات السيولة الداخلية، ويبقى التوقع العام أن تشهد الأيام المقبلة حراكًا محدودًا دون تغييرات جذرية كبيرة.