تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على أوروبا

يمثل الصراع بين إيران وإسرائيل مصدر قلق عالمي، خاصة بسبب تأثيراته الجوهرية المحتملة على الأمن الاقتصادي والسياسي، حيث تتأثر أوروبا بشكل خاص سواء على مستوى أسعار الطاقة أو النشاط الاقتصادي العام، معتمدًا على تطور التوترات في منطقة الشرق الأوسط وأهميتها الاقتصادية.

كيف يهدد إغلاق مضيق هرمز أوروبا؟

مضيق هرمز يعتبر شريانًا هامًا للاقتصاد العالمي، إذ تمر عبره 20% من إمدادات النفط العالمي، مما يجعله ذا تأثير مباشر على أوروبا، تعتمد القارة الأوروبية على هذا النفط والغاز القادم من دول الخليج بشكل كبير عبر هذا المضيق، وبالتالي أي خطوة من إيران لتعطيل الحركة التجارية ستؤدي إلى صدمات كبيرة في السوق العالمي، إذ يمكن أن تتخذ إيران خطوات عدائية مثل استهداف ناقلات النفط أو تعطيل حركة السفن.

أي هجوم على المضيق لن يتسبب برفع أسعار الطاقة فقط، بل سيشعل أزمة طاقة خانقة في أوروبا، مخلفًا وراءه موجات من التضخم قد تعيق النشاط الصناعي، ويمتد ذلك ليؤثر سلبًا على قطاعات متعددة مثل الزراعة والنقل والشحن التجاري، ليضعنا أمام سيناريو يعتبر فيه الإغلاق تهديدًا جذريًا لأمن الطاقة الأوروبي.

آثار اقتصادية محتملة على أوروبا

التصعيد الأمني والسياسي في الشرق الأوسط يترجم اقتصاديًا بشكل لا يمكن تجنبه في أوروبا، واحدة من أبرز الأزمات التي تواجهها هي ارتفاع أسعار الطاقة، وهذا يؤدي إلى الآتي:

• زيادة تكلفة الإنتاج الصناعي، بما في ذلك الصناعات الثقيلة مثل الصلب والكيميائيات.
• ارتفاع أسعار استيراد المواد الخام، مما يُثقل كاهل الصناعات الأوروبية.
• زوال الاستقرار المالي مع زيادة حدة التضخم.

تشير الدراسات إلى أن السبب الأساسي لمعاناة العديد من الشركات الأوروبية هو اعتمادها المكثف على الواردات من الدول الخليجية، وإذا استطاعت إيران تعطيل حركة الشحن عبر خليج هرمز، فسيتسبب ذلك بانهيار سلاسل التوريد وإضعاف مخرجات الصناعات الأوروبية.

كيف يمكن لأوروبا التقليل من الأضرار؟

للتغلب على هذه التحديات وتعويض الفاقد من الطاقة الواردة، تحتاج أوروبا إلى اتخاذ تدابير عاجلة مثل تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في بدائل مثل الطاقة المتجددة والنووية، من الضروري أن تعمل الدول الأوروبية أيضًا على تعزيز الشراكات مع دول أخرى خارج منطقة الخليج كمصدر للطاقة، إذ يمكن الاعتماد على السوق الأمريكي لتوفير الغاز والنفط بدلًا من النفط القادم عبر المضيق.

ومن أهم الحلول الأخرى هي تكثيف الاستثمار في التقنيات الحديثة لتقليل استهلاك الطاقة والتحول إلى الوقود البديل مثل الهيدروجين، والبحث عن مسارات جديدة للشحن والنقل لتجنب الاعتماد الكامل على ممرات مثل مضيق هرمز التي تُعرض القارة للتهديدات.

أخيرًا، يظل التفاعل الأوروبي مع هذا الصراع يعتمد بشكل كبير على سياسات الدول في هذا السياق وسرعة الاستجابة للأزمات سواء على المستوى الداخلي أو عبر التعاون الخارجي مع حلفاء عالميين للحفاظ على استقرار الأسواق.