«مفاجأة كبرى» الذهب يتألق بتوقعات تجاوز 3700 دولار قريبًا

محمد فرج ووفاء عيد

مع تسارع الأحداث وتأزم الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، يبدو أن الذهب يظل الخيار الأكثر أمانًا للمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ اقتصادي مستقر وسط التقلبات، قوة الذهب لا تقتصر على كونه معدنًا ثمينًا، بل تكمن في قدرته على عكس توقعات السوق واستجابة الأحداث العالمية المؤثرة على الاقتصاد والتجارة.

وقد نجح المعدن الأصفر خلال الفترة الأخيرة في جذب أنظار المستثمرين والبنوك المركزية على مستوى العالم، خصوصًا مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل وما تلاها من توترات اضطرابية، الأمر الذي أتاح للذهب فرصة تجاوز مستويات قياسية كبرى، حيث بلغ سعره في التداولات الأخيرة 3428.10 دولارًا للأونصة، وهو ما يقترب جدًا من الوصول إلى المستوى القياسي 3500 دولار، ليبقى الذهب دائمًا مرآة تعكس المخاوف والأمل في آنٍ واحد.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

من المعروف أن أسعار الذهب تتأثر بمجموعة من العوامل الرئيسية التي تشكل ديناميكيات السوق، ولعل أبرزها التوترات الجيوسياسية، حيث تجذب الأزمات العالمية المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، إضافة إلى السياسة النقدية المتبعة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فخفض أسعار الفائدة أو الإشارات التيسيرية تدعم ارتفاع أسعار المعدن النفيس، كما تساهم القوة الشرائية من قبل البنوك المركزية والمؤسسات المالية في دعم أسعاره وتصاعد مستوياته إلى قمم جديدة، وفقًا للتوقعات الأخيرة لبنكي جولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا، فإن الذهب قد يصل إلى 4000 دولار خلال الـ12 شهرًا القادمة ضمن سيناريوهات محتملة.

إقبال المستثمرين على الذهب

يشير خبراء الأسواق المالية إلى أن الإقبال الكبير من قبل المستثمرين هو انعكاس مباشر لحالة انعدام اليقين السائدة عالميًا، الذهب لم يعد مجرد أصل استثماري تقليدي، بل أصبح عنصرًا حيويًا في استراتيجيات العديد من صناديق التحوط وحافظات الثروات الكبرى، فعلى سبيل المثال، صرح أحد الخبراء بأن التوترات الأخيرة دفعت العديد من المستثمرين للتخلص من السندات الأمريكية لصالح الذهب، وهو النمط ذاته الذي ظهر عند اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث قفز الطلب على الذهب بشكل ملحوظ.

أسعار الذهب والتوقعات المستقبلية

مع استمرار التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية، تظل التوقعات بالنسبة للذهب تشير إلى مزيد من الارتفاعات خلال الفترات المقبلة، بينما يبقى من الصعب تحديد سقف نهائي لتلك الارتفاعات في ظل اعتمادها الكبير على تطورات المشهد السياسي والأمني في المنطقة، وعلى الصعيد العالمي، يعتبر الذهب الآن الخيار الأول لتنويع الاستثمارات وتقليل المخاطر، مدعوماً بإقبال واسع من البنوك المركزية العالمية على زيادة احتياطياتها من الذهب، مما يعزز صعوده كركيزة استثمارية قوية.

  • تزايد الطلب على الذهب من المؤسسات المالية والبنوك
  • أنظمة نقدية تدفع المستثمرين نحو شراء المعادن الثمينة
  • الأزمات الجيوسياسية كمحفز رئيسي للارتفاعات

وفي ظل هذه الظروف، نلاحظ استمرار التركيز على الذهب كبديل استثماري أقل تأثرًا بمخاطر السوق، هذا العامل تحديدًا يجعل المعدن الأكثر تداولًا على مستوى العالم يحظى بثقة الجميع، سواء من المستثمرين الأفراد أو المؤسسات الكبرى.

التاريخ سعر الذهب (دولار/أونصة)
يوم الجمعة 3428.10
التوقعات لنهاية 2025 3700.00
التوقعات منتصف 2026 4000.00

استمرار الذهب في تعزيز مكانته ليس مجرد حكاية عابرة، بل هو دليل حي على قدرته الدائمة على تحقيق التوازن بين المخاطر والعوائد، مما يجعله وجهة أساسية لكل من يريد تجاوز تقلبات الأسواق وتحقيق استقرار اقتصادي على المدى البعيد.