«تصعيد مفاجئ» الأسواق العالمية تضطرب بعد توتر بين إسرائيل وإيران

يتلهف المستثمرون حول العالم لما ستفضي إليه الأسواق المالية مع بداية الأسبوع المقبل بعد التصعيد الأخير في المواجهات بين إسرائيل وإيران، حيث زادت حدة التوترات العسكرية بشكل مفاجئ مساء الجمعة، مما ينذر بمزيد من الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، وتأتي هذه التطورات المتسارعة في وقت تتأهب فيه الأسواق للتفاعل مع المستجدات التي قد تلقي بظلالها الثقيلة على حركة التداولات العالمية.

طلب إسرائيلي والحسابات الأمريكية

بحسب تقارير إعلامية موثوقة، قامت إسرائيل بتقديم طلب رسمي إلى الولايات المتحدة تتضمن مشاركتها في رد عسكري مشترك ضد إيران، الأمر الذي لم يرفضه البيت الأبيض بشكل قاطع، لكنه وضع على طاولة النقاش للاستفاضة في تقييم تبعات مثل هذا القرار، وبينما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بتفضيله الحلول الدبلوماسية على المواجهات العسكرية، أبقت الإدارة الأمريكية الباب مفتوحًا أمام كافة السيناريوهات، خاصة في حال تعرضت المنشآت الأمريكية لأي هجمات مباشرة.

على الجانب الآخر، أعلنت إيران عبر وزير خارجيتها استعدادها للتفاوض إذا التزمت إسرائيل بالتوقف عن قصف مواقعها، وهو ما أعطى بوادر إيجابية لحل الأزمة، لكن الأمور سرعان ما عادت للتوتر بعد تقارير أفادت بهجوم صاروخي إيراني واسع النطاق على مواقع إسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب، وهو ما ينبئ بأن المنطقة ما زالت بعيدة عن أي تهدئة قريبة.

انعكاسات الصراع على أسواق الطاقة

في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، يبرز سؤال محوري عن تأثير ذلك على أسواق النفط العالمية، خاصة مع انعقاد اجتماع مرتقب لتحالف أوبك+ خلال هذا الأسبوع، إذ كان التحالف يخطط لمراجعة خطط زيادة الإنتاج للتعامل مع الطلب المتزايد على النفط نتيجة الانتعاش الاقتصادي العالمي، لكن الوضع الجيوسياسي المتأزم قد يضيف عنصرًا جديدًا إلى حسابات التحالف.

المخاوف من تفاقم الأزمة دفعت الكثيرين للتوقع بأن تتخذ أوبك+ قرارات حذرة، مثل تجميد أي زيادات مزمعة في الإنتاج، بهدف الحيلولة دون انهيار أسعار النفط أو حدوث تقلبات حادة في السوق، خاصة أن ارتفاع أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة سيسبب ضغطًا اقتصاديًا مباشرًا على الدول المستهلكة ويعيد شبح التضخم إلى الواجهة.

البند الوضع الحالي التوقعات المستقبلية
إنتاج تحالف أوبك+ ثبات عند المستويات الحالية قرار متوقع بالتجميد أو تقليص الإنتاج
أسعار النفط قريبة من 90 دولارًا للبرميل ارتفاع محتمل مع استمرار الأزمة

أسبوع مزدحم في السوق الأمريكية

وفي الولايات المتحدة، تنصب الأنظار خلال هذا الأسبوع على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تتوقع الأسواق أن يبقي المجلس على أسعار الفائدة دون تغيير في ظل حالة الغموض الاقتصادي والجيوسياسي، لكن ما يثير قلق المستثمرين هو تأثير استمرار الأزمة بين إسرائيل وإيران على أسعار النفط، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، مما يضغط على معدلات التضخم ويؤخر أي قرارات تتعلق بخفض الفائدة.

من جهة أخرى، تترقب الأسواق صدور بيانات اقتصادية هامة، مثل تقرير مبيعات التجزئة يوم الثلاثاء، والذي سيعكس مدى تأثر الإنفاق الاستهلاكي بالاضطرابات الأخيرة، كذلك سيكون الأسبوع حساسًا بسبب العطلة الرسمية يوم الخميس، التي قد تجعل الأسواق أكثر عرضة للتقلبات نتيجة قلة السيولة وارتفاع الهامش الربحي للمضاربين.

  • مراقبة تطورات الصراع الإيراني الإسرائيلي ومستوى التصعيد العسكري
  • رصد قرارات أوبك+ وتأثيرها على أسواق الطاقة
  • تحليل بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية وانعكاساتها على التضخم
  • متابعة قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة

من الواضح أن الأسبوع الحالي لن يكون عاديًا في الأسواق العالمية، فكل مستجدّ يمكن أن يغير قواعد اللعبة بين ليلة وضحاها، ما يفرض حالة من الترقب الشديد بين المستثمرين، خاصة أن هذا النوع من الأزمات غالبًا ما يكون له تأثيرات تتجاوز الأمد القصير وتمتد إلى سياسات اقتصادية وتوازنات قوى قد تشهد تغيرات جوهرية.