«صدمة مفاجئة» سعر صرف الدولار في السودان يرتفع بسبب هجمات المسيرات

تأثير الصراعات على الاقتصاد السوداني

تأثير الصراعات على الاقتصاد السوداني كان ولا يزال أحد المواضيع الأكثر أهمية وحساسية في تاريخ البلاد، تتسبب الأزمات العسكرية والنزاعات السياسية في إحداث تأثير سلبي عميق على استقرار الاقتصاد، ويتجلى ذلك في العديد من الجوانب التي تمس الحياة المعيشية للمواطنين وعلى رأسها قيمة العملة الوطنية واستقرار الأسواق، مما يؤدي إلى تدهور سريع في القطاعات الإنتاجية والخدمية.

ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني

شهد الاقتصاد السوداني خلال الأعوام الأخيرة تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني بفعل الصراعات الداخلية وتأثيراتها السلبية، وخلال شهر مايو من العام الجاري على وجه الخصوص، زاد سعر الدولار بمعدل بنسبة 7.57% في السوق الموازي و7.7% في السوق الرسمي، نتيجة لهجمات بالطائرات المسيّرة على بورتسودان، مما أدى إلى تضرر مراكز حيوية كالمطارات والمستودعات، وعلى الرغم من تقارب نسبة الزيادة بين السوق الرسمي والموازي إلا أن عدم استقرار الوضع الاقتصادي والسياسي ساهم في استمرار التفاوت بينهما.

تأثير الصراعات على الإنتاجية وانكماش الاقتصاد

يشير تقرير البنك الدولي إلى أن الاقتصاد السوداني تقلص بمعدل إضافي بلغ 13.5% في العام 2024، بعد انكماش وصل بالفعل إلى نحو الثلث في العام الذي سبقه، ويتوقع أن يظل النمو محصورًا حتى عام 2031 على الأقل، ويرجع هذا الانهيار إلى تراجع واسع النطاق للإنتاجية في القطاعات الرئيسية مثل القطاع الزراعي، ويتجلى ذلك من خلال انقطاع طرق التجارة، وتعطيل المواسم الزراعية، ونزوح المزارعين من أراضيهم، كما أدى النزاع إلى تضرر فرص حصول المزارعين على التمويل اللازم لدعم الأنشطة الزراعية ما زاد من أزمة الغذاء في البلاد.

الفقر المدقع والمعدلات المتزايدة للبطالة

من أبرز تداعيات هذه الصراعات هو ارتفاع معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 71% مقارنة بنسبة 33% خلال الأعوام الماضية، هذا التدهور جاء نتيجة لفقدان عدد كبير من الأسر السودانية لمصادر دخلهم الأساسي، إضافة إلى الانخفاض الحاد في فرص العمل بسبب الصدمات الاقتصادية وقلة الاستثمارات، حيث ارتفعت البطالة من نسبة 32% في عام 2022 إلى حوالي 47% في 2024، هذا الوضع زاد من صعوبة الحياة المعيشية لكثير من العائلات وأبقى مساحات واسعة من السكان تعيش تحت خط الفقر المدقع.

عوامل الهشاشة الاقتصادية في السودان

أوضح خبراء الاقتصاد أن السوق السوداني يظل هشًا ويتأثر بقوة بالأحداث السياسية والعسكرية بسبب اعتماده الكبير على القطاعات الإنتاجية التقليدية كالموارد الطبيعية والزراعة، هذا إلى جانب المضاربات المستمرة في الأسواق، ورغم جهود بنك السودان للحد من هذه المضاربات وتقليل حجم السيولة النقدية في الأسواق إلا أن الاستقرار طويل المدى ما زال بعيد المنال مع استمرار الصراعات وتأثيرها المباشر على الأداء الاقتصادي للبلاد.

• تدمير البنية التحتية الزراعية وضعف الإنتاجية بسبب النزاعات
• تفاوت في أسعار الصرف بين السوق الرسمي والموازي
• صعوبة الوصول إلى التمويل للمشروعات الإنتاجية
• ارتفاع معدلات البطالة والفقر المدقع بشكل ملحوظ

معدلات سعر الصرف السوداني في السوقين الرسمي والموازي