دمية «لا بوبو» تغزو الأسواق بسعر 40 دولارًا.. لماذا يتهافت أطفالك على هذه اللعبة الغريبة رغم شكلها المريب؟

دمية «لابوبو» الغريبة التي تبدو وكأنها مخلوق غريب أو يقطينة هالوين، أصبحت حديث كل الأطفال رغم مظهرها الذي قد يراه البعض بشعًا، وتُباع بسعر يقارب 40 دولارًا وتنفد من الأسواق بسرعة كبيرة، ما يثير فضول الأهل حول سبب هوس أطفالهم بها وانتشارها الكبير بين الصغار في وقت قصير.

لماذا تحظى دمية «لابوبو» بشعبية واسعة بين الأطفال؟

تتمتع دمية «لابوبو» بشعبية كبيرة بين الأطفال رغم تصميمها الغريب والغير معتاد، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل نفسية واجتماعية؛ حيث يمر الأطفال في مرحلة المراهقة بتقلبات نفسية يحاولون من خلالها التوازن بين الرغبة في الاستقلال والاندماج مع الآخرين، وتصميم الدمية يعكس هذه التناقضات الداخلية ويعطيهم وسيلة للتعبير عن مشاعرهم

ويشرح خبراء علم النفس هذا السلوك بمصطلح “الإتقان الرمزي”، إذ يستخدم الأطفال أشياء تبدو مخيفة أو غريبة للسيطرة على مخاوفهم بطريقة آمنة، مما يجعل دمية «لابوبو» ليست مجرد لعبة، بل أداة لفهم وإدارة مشاعرهم المعقدة

دور «لابوبو» في تحفيز الترقب والإثارة لدى الأطفال

تأتي شعبية دمية «لابوبو» أيضًا من طريقة بيعها المميزة عبر صناديق مغلقة لا يظهر محتواها قبل الشراء، مما يخلق حالة من الترقب والفضول عند الأطفال، ويحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ مشابهة لتلك التي تحدث مع الإدمان، مثل القمار

• تعزز هذه الطريقة شعور المفاجأة لدى الأطفال
• تساعدهم على التعامل مع عدم اليقين بطريقة ممتعة وآمنة
• تشكل تحديًا صغيرًا يحفز فضولهم واهتمامهم المستمر

الرمزية الاجتماعية لدمية «لابوبو» وتأثيرها في علاقات الأطفال

دمية «لابوبو» ليست مجرد لعبة عادية بل أصبحت رمزًا اجتماعيًا في أوساط الأطفال والمدارس، إذ تعكس رغبتهم في الانتماء والقبول بين أقرانهم، وهو أمر طبيعي في مراحل النمو حيث يسعى الأطفال لتكوين هويتهم والتواصل مع المحيط الاجتماعي

ينظر الخبراء إلى تعلق الأطفال بهذه الدمية على أنه جزء من تعلم مهارات التفاعل الاجتماعي وتأكيد الذات، وليس دلالة على وجود مشكلات نفسية أو اضطرابات، بل تعبير عن محاولات السيطرة على مخاوفهم وحيرتهم بشكل صحي وطبيعي

في النهاية، دمية «لابوبو» تمثل نافذة لفهم أعمق لنمو الطفل النفسي والاجتماعي، وتكرار ظهورها في أيدي الأطفال يؤكد أهميتها في هذه المرحلة من حياتهم