«تحذير صادم» إسقاط النظام الإيراني مستحيل دون تحالف دولي

باراك يُحذّر من نشوة مبكرة في إسرائيل: لا يمكننا إسقاط النظام الإيراني دون تحالف دولي

حذّر إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، من الوقوع في فخ الثقة المفرطة داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية بعد العملية العسكرية الأخيرة ضد إيران، مؤكدًا أن إسرائيل لا تمتلك القدرات الكافية لإطاحة النظام الإيراني بمفردها، وتتطلب أي خطوة ذات بعد استراتيجي تعاونا دوليا فعالا للنجاح في تحقيق أهداف بعيدة المدى.

نتائج العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران

العملية الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية وصفت بـ "المثيرة"، لكنها أثارت نقاشات واسعة في الداخل والخارج، حيث يرى باراك أن العملية حققت إنجازات ملموسة على المدى القصير، لكنها وضعت إسرائيل أمام مرحلة اختبار طويلة ممتدة، وهو ما يعكس قلقا متزايدا من التصعيد القادم الذي قد يحمل في طياته تداعيات خطيرة على المستويين الأمني والسياسي، خاصة إذا قررت إيران تسريع جهودها النووية كوسيلة للرد المباشر

وأشار باراك إلى أن إيران قد تستخدم الحادث كذريعة لتعزيز برامجها النووية تحت غطاء "الدفاع عن النفس"، مما يصعب الأمور على إسرائيل والمجتمع الدولي، وفي هذا السياق، يبدو أن العملية لم تُزل الخطر النووي، بل وضعته في مسار تصعيدي قد يكون أكثر تعقيدًا

التحالف الدولي: الحل الوحيد الممكن

يرى باراك أن الحلول الأحادية الجانب لا تجلب سوى مخاطر متعددة، مشيرًا إلى أهمية بناء تحالف دولي قوي لإدارة أي نزاع مع إيران، حيث تعتمد إسرائيل بالأساس على دعم المجتمع الدولي، لا سيما من قبل الولايات المتحدة، لتحقيق تقارب استراتيجي وسياسي أكبر في مواجهة التحديات الإقليمية

وأضاف أن التصريحات الإعلامية التي تمجد الانتصار الأحادي تلعب دورًا سلبيًا في هذا السياق، حيث يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تركز على حشد الدعم العالمي بدلًا من بث أجواء النشوة المصطنعة التي قد تضر أكثر مما تنفع

وفي ما يلي المبررات الرئيسية للحاجة إلى تحالف دولي:

• تعزيز الجهود الدبلوماسية من خلال إشراك أكبر عدد من القوى العالمية لضمان شرعية أي خطوات مقبلة
• زيادة فعالية وتأثير الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران
• تحقيق التوازن العسكري والاستراتيجي من خلال دعم قدرات إسرائيل في مواجهة النفوذ الإيراني

تحركات أمريكية: قراءة مختلفة للمشهد

وأشار تقرير حديث نشرته مصادر إعلامية أمريكية إلى أن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانضمام لحملة عسكرية تستهدف إنهاء البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، وهو ما قد يعكس رغبة إسرائيلية في التخفيف من عبء مواجهة هذا الملف الحساس بمفردها

جدول يوضح مقارنة بين القدرات العسكرية لكلا الطرفين:

وفي النهاية، يؤكد باراك على ضرورة التخلي عن الخطاب الإعلامي المبالغ فيه والتركيز بدلاً من ذلك على التعاون الدولي بوصفه الحل الأكثر أمانًا وفعالية للحد من المخاطر المستقبلية، مشددًا على أن الطريق لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب إحساسًا جماعيًا بالمسؤولية من الجميع، لأن أي عمل منفرد لن يكون كافيًا للاستجابة للتحديات الضخمة التي تفرضها إيران.