«جدل واسع» ملابس السباحة المحتشمة بالشواطئ العامة في سوريا تثير انقسام الآراء

قرار وزارة السياحة السورية بشأن فرض تعليمات جديدة على لباس مرتادي الشواطئ والمسابح العامة جذب انتباه الملايين وأثار جدلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، ويتركز النقاش حول الهدف من هذه الضوابط وما إذا كان القرار يسعى فعلًا لتعزيز القيم المجتمعية أم أنه قيد جديد يضاف على الحريات الشخصية، مما يجعل النقاش مفتوحًا على مصراعيه.

تعليمات عن ملابس السباحة: تفاصيل القرار

القرار الحديث شدد على ضرورة ارتداء ملابس تغطي الجسم بشكل أكبر في الأماكن العامة، وجاءت التوصيات بارتداء “ملابس محتشمة” تشمل النساء والرجال على حد سواء، مع تخصيص حيز للأزياء مثل “البوركيني” للنساء، وطُلب من الرجال كذلك تجنب الظهور مكشوفي الصدر في الأماكن المجاورة للمسابح والشواطئ، مثل بهو الفنادق والمقاهي، القرار لم يغفل عن ضرورة الالتزام بالسلامة العامة أيضًا لكنه خصص جزءًا منه لفرض إطار عام للذوق العام واحترام مشاعر المجتمع.

  • ارتداء الملابس التي تغطي الكتفين والركبتين
  • منع ارتداء الملابس الشفافة أو الضيقة للغاية
  • التزام اللباس المحتشم خصوصًا خارج نطاق منطقة السباحة

استثناءات المنتجعات والضوابط

جاء في تفاصيل القرار أن المنتجعات السياحية المصنفة بفئات أربع نجوم فأعلى لها استثناء من هذه التعليمات، بحيث يُسمح فيها بارتداء ملابس السباحة الغربية التقليدية، بشرط الحفاظ على الأدب العام والسلوك الحضاري، وهذا أثار تساؤلات من قبل الكثيرين حول أسباب التضييق على العامة مقابل التسهيلات المقدمة للأماكن الخاصة التي تخدم فئة محدودة فقط، مما جعل البعض يعتبر أن القرار يمثل تفاوتًا بين حقوق الأغنياء والبسطاء.

مكان السباحة الملابس المسموح بها ملحوظات خاصة
الشواطئ العامة بوركيني، شورتات طويلة مراعاة تغطية الكتفين والركبتين
المنتجعات 4 نجوم ملابس السباحة التقليدية ضمان احترام الآداب العامة فقط

ردود الفعل: بين الدعم والرفض

القرار قُوبل بمواقف متفاوتة بين دعم واسع من طرف البعض ومعارضة شديدة من آخرين، المؤيدون يرون أن هذه الخطوة تساهم في احترام قيم المجتمع المحافظ والفئات التي تتأذى من مظاهر مخالفة لعاداتها، بالمقابل اعتبر المعترضون أن القرار يفرض وصاية غير مقبولة، خصوصًا أن السياحة بحاجة إلى تطوير الانفتاح بدل من التركيز على أمور كهذه، في حين تحدّث البعض عن التأثير السلبي لهذا القانون على الفقراء الذين يعتمدون على الشواطئ العامة لأن دخول هذه الأماكن غالبًا ما يكون مجانيًا أو اقل تكلفة.

  • رأى البعض أن القرار له تأثير إيجابي بحكم احترام الثقافة الاجتماعية
  • اعتبر آخرون أنّ تقييد اللباس العام يعكس ازدواجية سياسية واقتصادية
  • تخوف قسم كبير من انعكاسات القرار على الاقتصاد المحلي والسياحة الداخلية

وعلى الرغم من النقاشات المحتدمة، تظل سوريا واحدة من الوجهات السياحية المحلية المفضلة للسكان بسبب طبيعتها الساحرة وأسعارها المنخفضة نسبيًا، وسط تساؤلات حيال مدى قدرة الحكومة على تحقيق توازن بين حماية القيم المجتمعية ورفع مستوى الخدمات السياحية للجميع دون استثناء.