«هل تعلم» هدف تضخم المركزي الأوروبي عند 2 في المئة يقترب بسرعة

توقعات البنك المركزي الأوروبي بشأن معدلات التضخم

كشفت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد مؤخرًا أن المعدل المستهدف للتضخم عند اثنين في المئة يقترب بشكل ملحوظ، وجاء ذلك على خلفية مقابلة أجرتها مع وكالة شينخوا الصينية الأسبوع الماضي، وأوضحت لاغارد أن استقرار الأسعار يتطلب توافر الاستقرار المالي كشرط أساسي، مشيرة إلى أهمية هذا الهدف لتحقيق التوازن الاقتصادي في منطقة اليورو التي تضم 20 دولة.

تخفيض توقعات التضخم للسنوات المقبلة

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن البنك المركزي الأوروبي عن خفض توقعاته للتضخم لهذا العام والعام المقبل، مما يعكس تحولًا في التوجهات الاقتصادية، وتشير هذه التوقعات المعدلة إلى أن التضخم سيبلغ نسبة 1.6% في العام المقبل، مع استهداف الوصول إلى المعدل المستهدف عند 2% بحلول عام 2025، وأكدت لاغارد أن البنك المركزي لا يكتفي برصد الأرقام الحالية بل ينشغل أيضًا بوضع استراتيجيات طويلة الأمد لضمان استدامة الاستقرار السعري.
من ناحية أخرى، تحدثت لاغارد عن تقدم كبير في مشروع البنك لإصدار عملة رقمية أوروبية موحدة، حيث ذكرت أن هذا المشروع وصل إلى مرحلة الجاهزية للتنفيذ بانتظار موافقة المشرعين على الاقتراح.

تأثير أسعار النفط على المستهلكين وأسعار الوقود

وفي سياق متصل، أشارت تقارير حديثة إلى ارتفاع أسعار الوقود في السوق الأوروبية، ففي ألمانيا على سبيل المثال، بلغ متوسط سعر ليتر البنزين من نوع "سوبر إي 10" حوالي 1.74 يورو اليوم بزيادة ملحوظة قدرها خمسة سنتات مقارنة بالأمس، بينما ارتفع سعر الديزل ليصل إلى 1.63 يورو، وقد أكد نادي السيارات الألماني أن هذه الزيادة ليست نهائية وتمثل مستوى عاليًا خلال فترة الذروة الصباحية.
وأشار النادي إلى توقعه انخفاض متوسط الأسعار قليلًا على مدار اليوم، وأضاف أن السبب وراء هذا الارتفاع يرتبط بزيادة أسعار النفط العالمية نتيجة التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وأوضح أن هذه الزيادة ما زالت ضمن نطاق معتدل مقارنة بتقلبات سابقة، محذرًا من استغلالها كذريعة من قبل بعض الشركات لرفع الأسعار بشكل مفرط.

مقارنة بين توقعات التضخم وأسعار النفط

تأثير العوامل الجيوسياسية على الاقتصاد

لا يمكن إغفال التأثير المباشر للأحداث الجيوسياسية على الاقتصاد، حيث أظهرت بيانات أمس ارتفاع سعر برميل نفط بحر الشمال "برنت" إلى 74.04 دولار بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، مما يعكس مدى الترابط بين العرض والطلب في السوق العالمية وردود الأفعال السياسية، وبالرغم من أن هذه الزيادة ليست ضخمة مقارنة بتقلبات تاريخية، فإنها قد تؤثر تدريجيًا على تكاليف السلع والخدمات بشكل عام.

خطوات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي

لضمان استقرار اقتصادي أفضل، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:

• مراقبة التضخم ومتابعة التغيرات الشهرية والاستجابة للظروف السوقية بسرعة.
• تعزيز الشفافية والسيطرة على الشركات لضمان عدم استغلال ارتفاع النفط لزيادة الأسعار.
• تشجيع البحث والتطوير في مجال الطاقة البديلة لتقليل الاعتماد الكبير على النفط.
• توجيه السياسات النقدية لدعم الاقتصاد مع تجنب التضخم المرتفع.

بالنظر إلى هذه التوجهات، يبدو أن البنك المركزي الأوروبي يركز على التوازن الدقيق بين الاستجابة الفورية للأزمات الاقتصادية والتخطيط بعيد المدى لضمان استقرار منطقة اليورو اقتصاديًا.