«صدمة كبرى» حريق هائل يشعل حقل غاز إيراني بعد رصد مسيّرة

بعد رصد طائرة مسيرة، اندلع حريق هائل في أحد أجزاء حقل “بارس الجنوبي” للغاز في إيران، ما أثار حالة من القلق الدولي وتسبب في موجة اضطرابات في أسواق الطاقة. وفقًا لتقارير إعلامية إيرانية، فإن الهجوم يشتبه بتنفيذه بواسطة طائرة مسيرة إسرائيلية، حيث رصد شهود عيان الطائرة الصغيرة وهي تحلق فوق المنطقة. يُرجح أن هذا التصعيد يأتي ضمن حلقة جديدة من التوترات بين إيران وإسرائيل، وقد سارعت فرق الإطفاء لاحتواء النيران ومنع امتدادها لمرافق الإنتاج.

تداعيات الحريق على أسعار النفط عالميًا

تسبب الحريق في تحركات ملحوظة في أسواق النفط العالمية، حيث تجاوز الأثر مجرد كونه حادثًا محليًا. شهدت أسعار النفط ارتفاعًا مفاجئًا إثر انعكاس الحادث على توقعات الإمدادات المستقبلية، مما دفع العلاوة الزمنية لخام برنت إلى قمم جديدة قبل استقرارها عند مستويات معتدلة نوعًا ما. وعلى أثر هذا الحدث، تغيرت توقعات السوق بالكامل من فائض محتمل في الإنتاج إلى حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات، ليظهر منحنى الأسعار مائلًا نحو سيناريو “باكورديشن”، وهو ما يشير إلى تخوف المستثمرين من تأثير تصعيد التوترات على استمرارية الإمدادات.

تعززت رهانات المستثمرين في عقود الخيارات النفطية، بينما سجلت الفروقات السعرية بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الروسية الأوكرانية. يعكس هذا التفاعل القلق العالمي المتزايد حيال امتداد رقعة هذه الصراعات وتأثيراتها الاقتصادية.

تأثير الحريق على أسواق الغاز الطبيعي

لم تقتصر تداعيات الحادث على النفط فقط، بل امتدت لتشمل أسواق الغاز الطبيعي أيضًا. ففي أوروبا، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 6.6% في جلسات التداول، ولكن سرعان ما شهدت تهدئة نسبية نتيجة لمحاولات الاستقرار في السوق. كما تسبب الحادث في اضطراب الإمدادات بالمنطقة، خاصة مع إعلان إسرائيل تعليق الإنتاج في أكبر حقولها للغاز الطبيعي.

هذا القرار الإسرائيلي قلص تدفق الغاز المُصدر إلى مصر وأثار مخاوف من حدوث نقص في الوقود بمنطقة شرق المتوسط، مما قد يؤدي إلى أزمة جديدة في الإمدادات الإقليمية تؤثر على الدول المستوردة مثل مصر والأردن وحتى الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز المُستورد.

أسباب التصعيد والحلول الممكنة

تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث شهدت العلاقات بين الجانبين سلسلة من الهجمات المتبادلة التي طالت منشآت حساسة. ورغم الخطابات الدبلوماسية، يبدو أن محاولات الوساطة تفشل في نزع فتيل هذه المواجهة المستمرة.

للتعامل مع التأثيرات الاقتصادية لهذه المواجهة، من الضروري:

• تعزيز استثمارات الدول في مصادر الطاقة البديلة لتقليل الاعتماد على الغاز والنفط
• زيادة التعاون الإقليمي في مجال الإمدادات للحفاظ على استقرار السوق
• تعزيز الجهود الدبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد الأمني

بهذه الطريقة تتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية، ويستمر العالم في مواجهة تحديات معقدة تتطلب التوازن بين الحفاظ على أمن الطاقة وسلام الاستقرار الجيوسياسي.