«صراعات داخلية» خلافات المليشيات الحوثية تتفاقم وسط تهديدات خطيرة

خلافات حادة بين مليشيات الحوثي عقب فتح طريق الضالع ـ صنعاء

تعد قضية فتح طريق الضالع ـ صنعاء واحدة من الملفات الشائكة التي فجرت خلافات داخلية عميقة بين قيادات مليشيات الحوثي، فقد تحولت إلى ساحة لتبادل الاتهامات والتوتر، خاصة مع اختلاف آراء القيادات الحوثية حول هذه الخطوة وتبعاتها السياسية والعسكرية، ما يعكس تفاقماً للانقسامات داخل الجماعة المسلحة.

ما وراء الخلافات بين قيادات مليشيات الحوثي

كشفت مصادر محلية أن الخلافات بين قيادات مليشيات الحوثي بمحافظة الضالع تركزت حول إعلان الموافقة على فتح الطريق الرئيسي الذي يربط صنعاء بمحافظة عدن مرورًا بمنطقة مريس دمت، حيث أُقِرّ هذا القرار استجابةً لتوجيهات عليا ولدواعٍ إنسانية تخص تخفيف الأعباء على المواطنين، إلا أن العقبات لم تتوقف هنا، إذ واجه الإعلان معارضة شديدة داخل صفوف الحوثيين، لا سيما بين القيادات المنتمية لمحافظتي عمران وصعدة، إذ يرون في هذه الخطوة تنازلاً عن مكاسب عسكرية وميدانية.

عبد اللطيف الشغدري، الذي يشغل منصب المحافظ التابع للجماعة بمحافظة الضالع، أصبح في موقفٍ دفاعي نتيجة تصاعد حدة الاعتراضات، فقد اتهمه بعض القيادات بأنه لا يدرك خطورة هذه الخطوة، وهدد عدد منهم بسحب قواتهم العسكرية من المنطقة، الأمر الذي زاد من تعقيد الوضع وأجج الانقسامات.

أبعاد وتداعيات فتح طريق الضالع ـ صنعاء

فتح طريق الضالع لا يقتصر على كونه مشروعًا ذو طابع إنساني فقط، بل يحمل في طياته أبعادًا سياسية وعسكرية تلقي بثقلها على المشهد العام، فالمناطق التي تشملها هذه الطريق مثل مريس ودمت تعدّ مناطق استراتيجية تشكل شريانًا حيويًا يربط بين شمال اليمن وجنوبه، مما يعني أن السيطرة عليها تعد مكسبًا حيويًا لأي طرف في الصراع.

من أبرز التداعيات المتوقعة لفتح هذا الطريق:

  • تخفيف معاناة المواطنين: حيث يُتوقع أن يساهم في تسهيل تنقل المسافرين والبضائع بين المحافظات الشمالية والجنوبية.
  • تغيير التوازن الميداني: إذ يمكن أن يؤدي إلى إعادة توزيع القوى العسكرية في المنطقة.
  • تصعيد الخلافات الداخلية: وهو ما نشهده الآن مع الانقسامات بين قيادات الحوثي حول هذه الخطوة.

هل يمكن أن تؤدي الخلافات إلى تصدع الحوثيين؟

الخلافات داخل مليشيات الحوثي ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر وضوحًا مؤخرًا، كما أن التوتر بين القيادات المحلية والمركزية قد يؤدي مستقبلاً إلى تصدع داخلي، خصوصًا إذا استمرت الجماعة في اتباع منهج الإقصاء والقمع لمن يعارضون قراراتهم، ومن المثير للاهتمام أن رفض العناصر بعض الإجراءات مثل فتح الطرق، يمكن أن يكشف عن الانقسامات الخفية التي تعصف بهيكل الحوثيين.

أبرز نقاط الخلاف داخل مليشيات الحوثي حول فتح طريق صنعاء ـ الضالع:

  • الخوف من فقدان السيطرة العسكرية على مداخل المناطق الحيوية.
  • اتهام بعض القيادات بتقديم تنازلات قد تؤدي لزعزعة موقفهم أمام التحالف الشرعي.
  • التوترات القبلية والسياسية المرتبطة بانتماء القيادات إلى مناطق مختلفة.
  • زيادة الضغوط الداخلية نتيجة الحصار المالي والأزمات التي تواجه الحوثيين.

أدوار محورية ومواقف متباينة

تظهر شخصيات بارزة مثل عبد اللطيف الشغدري في الواجهة عند الحديث عن هذه الخلافات، إذ يحاول رجل الجماعة المُعيّن في منصب المحافظ إيجاد توازن بين التوجيهات القادمة من صنعاء وضغوط القيادات المحلية في الضالع، وقد أثار هذا الوضع نقاشات واسعة حول جدوى استمرار سياسة التعيينات الحوثية من خارج المناطق المحلية، وهو ما يزيد من الفجوة بين القيادات والمجتمع المحلي.

ومن جهته، عبر المجتمع المدني في الضالع عن ترحيبه بفتح الطريق انطلاقًا من الاحتياجات الإنسانية، إلا أن هذا الترحيب قوبل بعراقيل عسكرية وأمنية فرضتها الجماعة الحوثية بغرض تعزيز نفوذها في المنطقة، وهذا يظهر ازدواجية الخطاب الحوثي الذي يزعم العمل من أجل المصلحة العامة بينما يضع العقبات في طريق تحقيقها.

تأثير القضية على المواطنين مقارنة بمصالح الحوثيين

المصلحة العامة للمواطنين أهداف الحوثيين
تسهيل حركة التنقل والشحن بين المحافظات التحكم في المناطق الإستراتيجية والحيوية
تخفيف التكاليف والمشقة الناتجة عن التحويلات إلى طرق فرعية تحقيق مكاسب ميدانية على حساب المصالح الإنسانية
تعزيز الروابط بين المجتمعات المحلية شمالاً وجنوبًا الحفاظ على السيطرة العسكرية المطلقة

تعكس هذه المقارنة تباينًا كبيرًا بين احتياجات المواطنين وطموحات الجماعة الحوثية، مما يوضح أن الطريق ما زال طويلاً لتحقيق تسوية تُوازن بين الجوانب الإنسانية والسياسية في الأزمة اليمنية.