«كارثة مروعة» غزة تحت القصف وارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع

ارتفعت حصيلة الشهداء بقطاع غزة إلى 53,939 شهيدًا، جلّهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم في السابع من أكتوبر 2023، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، وأشارت الإحصائيات ذاتها إلى تسجيل 122,797 إصابة منذ بدء الهجوم، فيما لا تزال فرق الإغاثة تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض والمدفونين في الطرق بسبب الحصار والدمار الكبير.

واقع مأساوي في غزة جراء العدوان الإسرائيلي

باتت غزة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث جراء استمرار العدوان الإسرائيلي عليها، حيث شهد القطاع تدميرًا شبه كامل للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، ما تسبب في انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والغذاء، وبحسب تقارير ميدانية، فإن الطرق المغلقة والركام المنتشر حالا دون وصول الجهات الإغاثية إلى أماكن عديدة لإنقاذ المدنيين العالقين أو لتقديم الإمدادات الأساسية للسكان.

وفيما يلي بعض المظاهر الكارثية للحياة اليومية في غزة تحت القصف:

  • انقطاع المياه والكهرباء في العديد من الأحياء لأسابيع متواصلة.
  • ارتفاع نسبة النازحين داخل القطاع بسبب تدمير المنازل وتشريد آلاف الأسر.
  • تحديات كبيرة أمام عمليات الإغاثة، خاصة مع الاستهداف المستمر للمراكز الحيوية.

الأرقام التي تفضح بشاعة العدوان على غزة

حسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، يتّضح أن أعداد الضحايا في تزايد مستمر، حيث تسفر كل غارة جديدة عن عشرات الشهداء والمصابين، ومن جهة أخرى، لا تزال هناك جثث تحت الركام لم تستطع الجهات المختصة انتشالها بسبب القصف المستمر على المناطق المستهدفة، وتُظهر الإحصائيات التالية حجم الأزمة المتفاقمة:

عدد الشهداء عدد الإصابات الضحايا تحت الأنقاض
53,939 122,797 آلاف الضحايا غير معروف عددهم بدقة

بينما ترى الأعين العالمية هذه الأعداد المتزايدة والفظائع اليومية، لا تزال تحركات المجتمع الدولي محدودة وغير كافية لوقف نزيف الأرواح أو لمحاولة إيقاف هذه الحرب الشعواء التي لا تفرّق بين المدنيين والمقاتلين.

انتهاكات إسرائيلية لوقف إطلاق النار

رغم محاولات التوصل إلى اتفاقات هشّة لوقف إطلاق النار، كانت إسرائيل تتنصل من التزاماتها بشكل ملحوظ، وقد انتهت المرحلة الأولى من إحدى اتفاقيات التهدئة في 2 مارس 2023 دون التزام الجانب الإسرائيلي بالبنود الموقّعة، وبالأخص ما يتعلق بانسحاب القوات من قطاع غزة، وعودة السيطرة المدنية للفلسطينيين على المعابر والموارد، حيث استخدمت إسرائيل مماطلتها أداة لإطالة أمد العدوان وتحقيق مصالحها السياسية والعسكرية.

ومنذ عودة القصف المكثف في 18 مارس، ازدادت الأوضاع سوءًا بشكل حاد، حيث أصبحت المستشفيات غير قادرة على استيعاب الجرحى، وافتقدت إلى الأدوات والمستلزمات الطبية الأساسية، كما أن استهداف البنية التحتية الحيوية مثل المستودعات والمراكز اللوجستية قد ضاعف من معاناة السكان المتضررين.

دور الإنسانية والمجتمع الدولي

عندما تتحدث الإحصائيات عن ضحايا من الأطفال والنساء يُقتلون بشكل يومي، فإنه من المحزن أن نرى تقاعسًا عامًا عن تحريك الجهود الدولية لفرض حلول توقف هذا العدوان المستمر، وبينما يتطلع سكان غزة إلى وقف إطلاق نار حقيقي يعيد بعض الأمان إلى حياتهم، ينبغي للمجتمع الدولي التحرّك بجدية أكبر من خلال الضغط على الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه، والعمل على تفعيل قوانين إنسانية تُنهي هذا الوضع المتفاقم.

القصص الإنسانية التي تتكرر كل يوم في غزة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الأزمة تحتاج إلى إجراءات فورية؛ فالضحايا ليسوا أرقامًا فقط، بل هم حياة وأحلام أزهقت دون ذنب.