«صادم حقًا» الكشف عن المنشور الذي أدى لأحكام الحوثيين ضد الكاتب المياحي

كشفت مصادر صحفية عن تفاصيل مؤسفة تتعلق باعتقال الكاتب والصحفي اليمني محمد دبوان المياحي، والذي تعرض للاختطاف من منزله في العاصمة اليمنية صنعاء في 20 سبتمبر 2024 بعد نشره مقالًا ناقدًا على صفحته في “فيسبوك”، وأثارت هذه الحادثة اهتمامًا واسعًا كونها تعد نموذجًا للانتهاكات المستمرة التي تمارسها جماعة الحوثي ضد الحريات الإعلامية والصحفية.

تفاصيل منشور محمد دبوان المياحي

نشرت المصادر معلومات مؤكدة حول المقال الذي كان السبب وراء هذه الحادثة الأليمة حيث وجه المياحي في مقاله انتقادات مباشرة لخطاب زعيم جماعة الحوثي خلال فعالية المولد النبوي، معتبرًا أن الجماعة تستغل المناسبات الدينية لفرض أجندتها السياسية وتعزيز سلطتها القمعية كما وصف احتفالات ميدان السبعين بأنها تعكس حالة مروعة من الانتهازية السياسية المتسترة بغطاء الدين، وأضاف في مقالته: “أنا حزين لما رأيته هناك، أشعر أننا أصبحنا في واقع مظلم يُدار وفق مشروع ضلالي ليس له نهاية”.

هذه الكلمات أثارت حفيظة الجماعة التي سارعت لاقتحام منزل محمد دبوان المياحي، حيث تمت مصادرة متعلقاته الشخصية واختطافه بشكل تعسفي إلى وجهة مجهولة، ولم يُسمح لعائلته أو فريقه القانوني بالتواصل معه لمعرفة مصيره.

  • تضمنت انتقادات المياحي تحميل الحوثيين مسؤولية تدهور المجتمع اليمني
  • انطلاق تساؤلاته حول مصير الشعب في ظل الوضع الراهن
  • إدانته للأسلوب الذي تستغل فيه الفعاليات الدينية لأغراض سياسية

ردود الأفعال المحلية والدولية

أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين بشدة ما حدث، وصرحت بأن هذه الحادثة تعد انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير وحق الصحفيين في القيام بدورهم المهني دون تهديد أو مضايقة وأكد بيان النقابة بأن ما حدث مع محمد دبوان المياحي يعتبر جزءًا من سياسة ممنهجة تستهدف أصوات الصحفيين والمثقفين في اليمن بهدف تكميم الأفواه ومنع أي أصوات معارضة.

على المستوى الدولي، تصاعدت ردود الأفعال والشجب لهذه الممارسات حيث عبرت منظمات حقوقية دولية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”مراسلون بلا حدود” عن قلقها الكبير بشأن سلامة المياحي وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه كما أكدت أن مثل هذه الحوادث تضع حرية الصحافة في اليمن في موقف حرج، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

انتهاكات مستمرة بحق الصحفيين في اليمن

ليست قضية محمد دبوان المياحي هي الأولى من نوعها حيث أظهرت تقارير حديثة أن جماعة الحوثي قد ارتكبت عشرات الانتهاكات المماثلة بحق الصحفيين والنشطاء السياسيين في مناطق سيطرتها وتتراوح هذه الانتهاكات ما بين الاختطاف والاعتقال التعسفي إلى التعذيب الجسدي والنفسي وصولًا إلى إصدار أحكام جائرة بدون محاكمات عادلة.

إليكم أمثلة على بعض الانتهاكات التي رُصدت:

الحالة نوع الانتهاك التاريخ
الصحفي عبد الخالق عمران اختطاف واعتقال طويل الأمد 2021
محمد المياحي اختطاف ومصادرة الممتلكات الشخصية 2024
مجموعة صحفيين في الحديدة احتجاز تعسفي بدون تهم 2023

ومن المؤسف أن هذه الجرائم تجري في حالة شبه تامة من الإفلات من العقاب مما يزيد من شعور الصحفيين بالخطر حيث يواجه المجتمع اليمني بأسره تحديات مركبة تؤدي إلى تكميم الأصوات وإضعاف الحريات.

ختاماً، قضية محمد دبوان المياحي ليست مجرد حادثة فردية بل تجسّد أزمة أكبر تتعلق بالحرية وحقوق الإنسان في اليمن من الضروري أن تتكاتف الجهود محلياً ودولياً لمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم وإيجاد حل مستدام يضمن حرية التعبير ويعيد الأمل لمستقبل الإعلام اليمني.