«مفاجأة صادمة» شخص عظيم رفع رؤوس كل اليمنيين

اختارت صحيفة “الرأي” الكويتية شخصية يمنية واعتبرتها رمزًا من رموز العظمة والسمو، شخصية لم يعرفها السوق ولا المجالس ولا العروش الدنيوية، بل عرفها المَلَأ الأعلى وكُرم بذكرها في الحديث النبوي، إنه التابعي الجليل أويس القرني، والذي تتفرد سيرته بمزيج فريد من الإخلاص لله والزهد في الدنيا، ليُخلَّد اسمه بين الأجيال ويتحول إلى نموذج يُحتذى به.

سيرة التابعي الجليل أويس القرني

أويس القرني، الشاب الزاهد الذي نشأ في قبيلة “مراد” في اليمن، لم يكن مجرد اسم بين التابعين، بل كان رمزًا للتقوى والإيمان الصادق، فهو لم يحظَ بشرف لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، ورغم ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عنه وعن مكانته العالية عند الله، ووصفه بـ”خير التابعين”، وعلى الرغم من شهرة قبيلته وقوة أنسابها، عُرف أويس بالتواضع والبُعد عن حب الظهور، فقد قيل عنه إنه كان يعيش في الخفاء بعيدًا عن الأضواء والزحام.

ماذا قال النبي عن أويس القرني؟

حين يبحث المرء عن أسرار عظمة هذا الرجل، سرعان ما ينجذب إلى كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم عنه، حيث أوصى عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب بالبحث عن أويس إن استطاعا لقياه، وطلب منهما أن يطلبا الدعاء منه، فما أروع أن يطلب النبي من أميري المؤمنين أن يلتمسا دعاء رجل لم يره ولكنه أدرك مكانته عند الله، في الحديث النبوي قال الرسول: “إن خير التابعين رجل يُقال له أويس”، فما الذي جعله يستحق هذا التكريم الربّاني؟

الدروس المستفادة من شخصية أويس القرني

تكمن عظمة أويس القرني في صفاته التي يُضرب بها المثل في الإيمان والإحسان، فقد عاش حياته في خدمة والدته المريضة وكان هذا سبب تأخره عن السفر لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هذا عائقًا عن إخلاصه، بل كان برّه بوالدته سببًا في زيادة مكانته عند الله، وهذه أبرز الدروس التي يمكن أن نتعلمها من سيرته:

  • الإخلاص الحقيقي، إذ كان يعمل الخير ولا ينتظر من أحد أن يراه أو يثني عليه
  • بر الوالدين، فقد رفض التضحية بهذا الواجب المقدس حتى من أجل لقاء النبي
  • الزهد والبُعد عن حب الدنيا، حيث عُرف بتجنبه الشهرة والاختلاط الكبير مع الناس

حقائق حول حياة أويس القرني

تميزت حياة أويس بالبساطة والزهد، فلم يكن يبحث عن المال أو الجاه، بل عاش كرجل بسيط يُكافح في الحياة اليومية، ويُذكر أنه عاش في اليمن قبل أن ينتقل إلى الكوفة في العراق، كما كان يرتدي ثيابًا متواضعة وينفق الكثير من ماله على المحتاجين، هذه القيم جعلت منه مثالًا يحتذى به عبر العصور.

| صفة أويس القرني | الدليل/الممارسة |
|————————-|——————————————–|
| الإخلاص | تقديم أعمال الخير بأقصى درجات السرية |
| بر الوالدين | تأجيل لقاء النبي للعناية بوالدته |
| الزهد والبساطة | عيش حياة خالية من التعقيد والترف |

بالإضافة إلى ذلك، تُعلمنا قصة أويس أن عظمة الإنسان لا تُقاس بالمظاهر أو الأعمال الجماهيرية، بل بما يحتويه القلب من صدق وإيمان، فقد عاش هذا الرجل في الظل، لكنه كان في قمة النور الإلهي الذي يتخطى حدود الأرض ليصل إلى السماء.

هكذا كانت حياة أويس القرني، رجل من أعظم رجالات اليمن والأمة الإسلامية، لا يختلف عليه اثنان، فقد ترك درسًا خالدًا في كيفية أن يعيش الإنسان بإخلاص وإيمان تام بالله، في كل خطوة من حياته.