«مفاجأة سياسية» غروندبرغ يختتم زيارته للرياض بلقاء شخصيات بارزة في اليمن

اختتم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، سلسلة اجتماعات في العاصمة السعودية الرياض، حيث بحث سبل تحقيق السلام الشامل في اليمن. تناولت المناقشات استئناف العملية السياسية وتثبيت التهدئة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي كركائز أساسية لتحقيق تقدم ملموس. وشملت اللقاءات مسؤولين يمنيين وسعوديين وإماراتيين، إضافة إلى ممثلي بعثات دولية معنية بالملف اليمني.

استئناف العملية السياسية في اليمن

تعد استعادة العملية السياسية في اليمن من أبرز أولويات الجهود الدولية لتحقيق السلام. تلك العملية تتطلب التقدم نحو حلول توافقية تجمع كافة الأطراف اليمنية، بما يشمل الحكومة الشرعية وجماعة أنصار الله (الحوثيين). الأساس الذي أعلنه هانس غروندبرغ يكمن في الالتزام بوقف إطلاق النار الشامل، وهو ما تم التلميح إليه بعد إعلان التهدئة في البحر الأحمر في مايو الجاري، كما أن الخطوات نحو تسوية سلمية لا تقتصر على وقف القتال فقط، بل تشمل فتح حوار بنّاء تحت مظلة دولية.

تثبيت التهدئة وأثرها على الأوضاع الميدانية

يعتبر تثبيت التهدئة هدفًا مهمًا لتوفير بيئة مناسبة للمفاوضات، لأن استمرار التصعيد يؤدي إلى زيادة معاناة المدنيين وانعدام الاستقرار. وفقاً لما ذكره المبعوث الأممي، فإن إعلان تهدئة البحر الأحمر يعتبر نافذة أمل للحد من التصعيد، ويمهد الطريق لبناء جسور الثقة بين الأطراف. من خلال تقليل الاشتباكات وإطلاق المبادرات الإنسانية، يمكن تحقيق تقدم عملي على الصعيد الميداني، والذي بدوره يشكل قاعدة صلبة للانتقال للحلول السياسية.

تحقيق الاستقرار الاقتصادي: تحدٍ لا يُمكن التغاضي عنه

الاقتصاد يمثل حجر الزاوية في استقرار اليمن، حيث أدى انهيار العملة والتدهور الاقتصادي إلى أزمات معيشية خانقة. المبعوث الأممي أكد ضرورة اتخاذ تدابير اقتصادية عاجلة، مثل إصلاح المؤسسات المالية المحايدة، وزيادة تدفق المساعدات الأجنبية، وتفعيل الموارد المحلية. استقرار الاقتصاد لا يسهم فقط في تقليل المعاناة الإنسانية، بل يدعم الإجراءات السياسية ويخلق أرضية مواتية لبيئة سلمية مستدامة.

خطوات مقترحة لمعالجة الأزمة الاقتصادية:

  • تعزيز التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية لتوفير المساعدات بشكل مستدام.
  • إعادة هيكلة مؤسسات الدولة المالية لضمان الاستقلالية والشفافية.
  • تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي لخلق فرص عمل وتنشيط سوق العمل.
  • تيسير وصول الوقود والسلع الأساسية بأسعار معقولة لجميع المواطنين.

التحديات المستقبلية وآفاق الحلول

على الرغم من التحركات الدولية المكثفة، تظل هناك تحديات كبيرة تقف في وجه تحقيق سلام شامل في اليمن. أبرز هذه التحديات تشمل استمرار التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اليمني، وصعوبة بناء الثقة بين الأطراف الداخلية، وتشرذم القوى السياسية وضعف مؤسسات الدولة. لتفادي هذه العقبات، يتطلب الأمر تعاوناً مكثفاً من جانب المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لتوحيد الرؤى والدفع نحو خطوات ملموسة.

العامل الوضع الحالي الهدف المنشود
الأوضاع الاقتصادية تدهور شامل تحقيق استقرار شامل وتعزيز العملة الوطنية
العمليات السياسية مجمدة إطلاق مفاوضات بناءة تشمل جميع الأطراف
الوضع الأمني عدم استقرار وقف دائم وشامل لإطلاق النار

المبعوث الأممي، ضمن تصريحاته، أشار إلى أن طريق السلام ليس سهلاً لكنه ليس مستحيلاً، فالنجاح يعتمد على إرادة الأطراف الداخلية وإدراكهم أهمية الحلول المشتركة التي تضع مصلحة المواطن أولاً، وعلى المدى البعيد، يجب أن تسعى كافة القوى لإعادة بناء الدولة اليمنية على أساس مستدام يدعم حقوق الجميع دون تمييز.