«كارثة كبرى» تهدد مستقبل اليمن كيف يؤثر تجهيل الأجيال وتعميم الفوضى؟

الخطر الحقيقي الذي يهدد مستقبل اليمن

يُعتبر الخطر الحقيقي الذي يهدد مستقبل اليمن أكبر من التحديات اليومية التي يواجهها المواطنون كأزمة انقطاع الكهرباء المستمرة، إذ تحدث الإعلامي المعروف ياسر اليافعي مؤخرًا عن خطر وجودي يكمن في تجهيل الأجيال ونشر الفوضى وثقافة التخلف في المجتمع، وهو تحذير يجب أن يؤخذ على محمل الجد لما له من انعكاسات خطيرة على مستقبل البلد ومقدراته.

تحديات التعليم وتأثيرها على مستقبل اليمن

التحديات التي تواجه التعليم في اليمن ليست فقط تحديات تقليدية مثل نقص التمويل أو ضعف البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، بل تتفاقم الأزمة بسبب التهميش المتعمد للقطاع التعليمي، إذ أشار اليافعي إلى أن تدهور جودة التعليم وانتشار الأمية الفكرية بين الشباب يُعدان من أخطر الأزمات التي تهدد مستقبل البلاد، مؤكدًا أن هذا الإهمال يدفع الأجيال نحو طريق مظلم مليء بالضياع والجهل.

هذا الوضع يفرض علينا النظر في الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التعليم، ومن أهمها غياب الرقابة على جودة المناهج، نقص الكوادر المؤهلة للتدريس، وقلة المبادرات التي تدعم التعليم في المناطق الريفية. كما حذر اليافعي من أن تفاقم هذه المشكلات دون تدخل فعّال سيؤدي إلى جيل غير قادر على مواجهة التحديات أو المشاركة في بناء الوطن.

أزمة الكهرباء ودورها في تعقيد الأوضاع

على الرغم من أن التعليم هو جوهر نهضة الأجيال، إلا أن أزمة الكهرباء تُفاقم المشكلة، حيث يؤثر الانقطاع المستمر للطاقة بشكل حاد على مستوى التعليم والخدمات الأساسية. يرى اليافعي أن هذه الأزمة قابلة للحل بتوفير حلول مثل إدخال مولدات جديدة أو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، إلا أن الاستمرار في التغاضي عنها يُضعف قدرة المؤسسات على أداء دورها التعليمي.

تأثير انقطاع الكهرباء يمتد ليغطي كل مناحي الحياة اليومية في اليمن، حيث يواجه الطلاب صعوبة في مواصلة دراستهم بانتظام لعدم توفر بيئة دراسية مناسبة. ودون طاقة مستدامة، لا يمكن استخدام التكنولوجيا أو الوسائل الحديثة التي تُحسّن من جودة التعليم.

الحلول الممكنة لإنقاذ الأجيال اليمنية

من أجل كسر هذه الحلقة المفرغة وإنقاذ الأجيال القادمة، طالب اليافعي الجهات المعنية بوضع التعليم في مقدمة الأولويات الوطنية. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ عدة خطوات عملية، أبرزها الآتي:

  • تحسين بيئة المدارس ورفع كفاءة المعلمين من خلال برامج تدريبية مكثفة.
  • تطوير المناهج الدراسية لتواكب التطورات العالمية في مجال العلم والتكنولوجيا.
  • توفير الدعم اللازم للطلاب المحتاجين لضمان مواصلتهم للدراسة.
  • الاستثمار في مشاريع الطاقة المستدامة لدعم العملية التعليمية بشكل عام.

تفعيل الجهود من قبل منظمات المجتمع المدني وبدء المبادرات التطوعية قد يساهم أيضًا في توفير الدعم لمناطق الأزمات، وذلك بالتعاون مع الحكومة اليمنية لتحسين الواقع التعليمي.

مقارنة الأوضاع الحالية والتطلعات المستقبلية

يمكن فهم الفجوة بين الوضع الراهن والتطلعات المستقبلية للتعليم من خلال الجدول التالي:

الوضع الحالي الأهداف المستقبلية
معدلات مرتفعة للهدر المدرسي تقليل الهدر المدرسي إلى أقل مستوى ممكن
نقص كبير في المعلمين المدربين اعتماد برامج لتأهيل كوادر التدريس
محدودية الوصول إلى التعليم في الأرياف تحسين التغطية لتشمل كل المناطق دون استثناء
ضعف التكامل بين التكنولوجيا والتعليم دمج التكنولوجيا الحديثة في المناهج الدراسية

الوقوف عند هذه المقارنة يوضح لنا حجم الجهد المطلوب لتحسين الأوضاع وتحقيق حلم النهوض بالأجيال القادمة.

تحذيرات ياسر اليافعي يجب أن تُعتبر دعوة جادة لجميع الأطراف للعمل بفعالية لحماية مستقبل اليمن، فالاستثمار في التعليم والوعي المجتمعي ليس خيارًا، بل ضرورة تُحدد مسار البلد لعقود قادمة، مما يعني أن أي تأخير سيُكلفنا غاليًا.