«صدمة عالمية» الذهب يصل إلى أعلى مستوى في شهرين بسبب هجوم إسرائيل

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات الأسبوع الحالي، مواصلة تحقيق المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، وهو ما يعكس استفادة المعدن النفيس من تطورات سياسية واقتصادية تجذب المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، ويبدو أن الذهب على مشارف تسجيل ثاني مكسب أسبوعي على التوالي مدفوعًا بعوامل متعددة تشمل التوترات الجيوسياسية وبيانات التضخم الأمريكية الضعيفة.

المعدن الثمين وتداعيات التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب زيادة ملحوظة بالتزامن مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد تنفيذ إسرائيل هجومًا واسعًا على منشآت إيرانية، حيث يلجأ المستثمرون في مثل هذه الأوقات إلى الذهب كأداة حماية من التقلبات السياسية، وقد أعلنت إسرائيل عن العملية العسكرية التي وُصفت بأنها طويلة الأمد، مما زاد من المخاوف الدولية بشأن تصعيد أكبر في المنطقة.
من جهة أخرى، انتشرت تقارير حول استعدادات دفاعية وتحركات نقل للموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد حجم التوتر المتزايد، وقد أثرت هذه التطورات بشكل واضح على توجهات الأسواق العالمية، ليختار المستثمرون الاحتفاظ بالذهب بدلاً من الأصول الأخرى ذات المخاطر الأعلى.

انعكاس بيانات التضخم الأمريكية على أسعار الذهب

أظهرت بيانات التضخم الأخيرة في الولايات المتحدة لشهر مايو ارتفاع مستويات الأسعار بوتيرة أقل من المتوقع، وهو ما ساهم في تخفيف الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ومن ثم زادت التوقعات باتخاذ إجراءات خفض لأسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
تشير التقديرات الحالية إلى احتمالية بنسبة 80% أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي بتقليص سعر الفائدة بدءًا من سبتمبر، وهو ما يعطي دفعة قوية للمعدن الأصفر، حيث ترتبط حركة الذهب بعلاقة عكسية مع قوة الدولار الأمريكي، وبالنظر إلى استمرار ضعف العملة الأمريكية مقابل العملات العالمية، فإن ذلك يعزز من المكاسب السعرية للذهب.

نظرة فنية على أسعار الذهب وقدرته على المحافظة على المكاسب

أسعار الذهب تمكنت أخيرًا من كسر مقاومة رئيسية حوالي 3,400 دولار، وعلى ما يبدو أنها تتجه لتكون أكثر استقرارًا فوق هذا المستوى مع تصاعد الأحداث الجيوسياسية وضبابية المشهد في الاقتصاد العالمي.
تحليل البيانات يظهر ارتفاعات متزامنة في الصناديق المدعومة بالذهب مثل صندوق SPDR Gold Trust، الذي زاد من حيازته بنسبة كبيرة مؤخرًا لتسجيل أعلى مستوى منذ مايو الماضي، مما يعزز من زخم السوق ويدعم استمرارية اتجاه الصعود في المستقبل القريب.

• حيازات السبائك: الزيادة في مخزون صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب يشير إلى ارتفاع الطلب المؤسسي على المعدن.
• مسار الفائدة: أصبح السوق الآن أكثر حساسية تجاه بيانات التضخم واستراتيجيات الفيدرالي.
• التوترات السياسية: تطورات الشرق الأوسط توفر ضغطًا إيجابيًا مستمرًا على الذهب كملاذ آمن.

مقارنة بين العوامل المؤثرة في أسعار الذهب

مع استمرار تأرجح الأسواق بين التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، يبدو أن الذهب سيظل ضمن الأصول الأكثر جذبًا للمستثمرين في ظل هذه الأجواء القلقة، وتظهر النظرة المستقبلية استمرار احتمالات الصعود بشرط بقاء العوامل الداعمة كما هي.